غدا يوم عرفات، وما أدراك ما عرفات غدا يباهي الله بأهل عرفات أهل السماء غدا يوم العتق من النار.. غدا يقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات فالحج عرفة كما قال صلى الله عليه وسلم... غدا يوم إجابة الدعوات وإقالة العثرات غدا يوم الصيام لغير أهل عرفات.. إنه يوم حاشد وعظيم يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات الطاهر قد اختلفت لغاتهم وتعددت ديارهم وبلدانهم وتنوعت لغاتهم وأشكالهم وتباينت مشاربهم لكنهم توحدت قلوبهم وألسنتهم فالقلوب جميعها متوجهة للحي القيوم ترجو رحمته وتخشى عذابه والسنة كلها تلهج بالذكر والثناء على الله والتكبير لله وللتحميد له جل وعلا وتعلن التوحيد الخالص له وحده دون سواه: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).. هذه التلبية التي ترتفع بها الأصوات.. وحول يوم عرفة وفضله وفضل صيامه لغير الحاج تحدث أصحاب الفضيلة العلماء عن هذا اليوم... إنه يوم عظيم من أيام الله في البداية تحدث صاحب الفضيلة الشيخ فؤاد الماجد القاضي بمحكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية قائلا: لاشك إن يوم عرفات يوم عظيم من أيام الله فالحج عرفة وقد ورد في فضله نصوص كثيرة كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسى فيه كثيرا من قواعد الإسلام في حجة الوداع. أي شرف يناله أهل عرفات وقال الشيخ الماجد: إن مما ورد في فضل يوم عرفات مباهاة الله بأهل الموقف فأي شرف أعظم من هذا الشرف يوم أن يباهي الله بأهل عرفات ملائكة السماء حيث روى أبوذر الهروي عن أنس مرفوعا: (إن الله يباهي بهم – أي أهل عرفات – ملائكته فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا أقبلوا يضربون إليّ من كل فج عميق فاشهدوا أني غفرت لهم إلا التبعات بينهم) ويقول صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة: (هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له). إجابة الدعاء في يوم الدعاء وأضاف فضيلة الشيخ الماجد قائلا: أن يوم عرفة يوم يستحب فيه الذكر والدعاء حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) رواه البهيقي.. فليحرص كل مسلم خصوصا من هم على صعيد عرفات على كثرة الذكر والدعاء. ولله فيه عتقاء من النار وقال الشيخ فؤاد الماجد: ومن فضائل يوم عرفات كثرة العتقاء من النار فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيها عبيدا من يوم عرفة) فنسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار.. يوم عرفات وتعظيم الحرمات من جهته تحدث صاحب الفضيلة الشيخ خالد السعيد قاضي محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية عن يوم عرفات قائلا: نعلم جميعا فضل يوم عرفات وأنه يوم عظيم في الإسلام وكيف أن من لم يقف بعرفات فلا حجة له لقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : (الحج عرفة). (خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)في يوم عرفات لما طلعت الشمس سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات قادما من منى وضربت له قبة بنمرة فنزل بها حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت ثم سار نحو الوادي من أرض عرفة فخطب في الناس وهو على ناقته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية وأكد فيها على حرمات عظيمة هي الضرورات، وأكد على تعظيم الحرمات بربطها بحرمة الزمان والمكان وأشهد أصحابه على ذلك. حرمة الدماء والأموال والأعراض (إن دماءكم وأموالكم وفي رواية وأعراضكم – عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا). (فاتقوا الله في النساء) ومما أكد عليه الرسول عليه السلام في حجة الوداع الإحسان إلى النساء حيث قال: (فاتقوا الله في النساء فإنكم اخترتموهن بأمان الله واستحللتهم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهنن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح). (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) واختتم الشيخ السعيد حديثه قائلا: وفي ختام خطبته صلى الله عليه وسلم أكد على التمسك بالكتاب المبين وأنه سبيل النجاة في الدنيا والآخرة وفي ختام خطبته صلى الله عليه وسلم أشهد صحابته قائلا: (أنتم تسألون عني فما أنتم فاعلون قالوا نشهد إنك قد بلغت وأديت وتنصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات).