يشكل الاعتداء الذي وقع هذا الأسبوع في كراتشي تأكيدا للمخاوف المتزايدة حيال توسع خطر المتشددين في باكستان مع التقارب الحاصل بين «طالبان الباشتون» شمال غربي البلاد و«طالبان الجدد» في البنجاب، وجميعهم متحالفون مع القاعدة. وتبنت حركة طالبان الباكستانية الاعتداء بالسيارة المفخخة. وهذه الحركة الناشطة في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان تعتبر مسؤولة عن القسم الأكبر من الاعتداءات الدامية التي تشهدها باكستان منذ ثلاث سنوات. غير أن الشرطة أشارت بأصابع الاتهام منذ الخميس إلى مجموعة عسكر «جنجوي» البنجابية المتطرفة، باعتبارها المنفذ الرئيس للاعتداء بمساعدة طالبان الباكستانية. وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك الجمعة أن «مجموعة عسكر جنجوي تقف وراء الهجوم في كراتشي». ولكل من الحركتين المتطرفتين المحظورتين أهدافها الخاصة، إذ أن طالبان الباكستانية تقاتل الحكومة بسبب انضمامها إلى «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها الولاياتالمتحدة في المنطقة، فيما تستهدف هجمات عسكر «جنجوي» الأقليات الدينية. وقال مسؤول في أجهزة الأمن في كراتشي الجمعة، طالبا عدم كشف اسمه، إن «كل هذه المجموعات (طالبان الباكستانية وعسكر جنجوي) عززت صفوفها في كراتشي في الأشهر الأخيرة».