العديد من القراء الكرام لايفرقون بين الصحافي الميداني وبين الكاتب الصحافي الذي يكتب مقالا أو زاوية وهو قابع في منزله أو عمله الآخر خارج الصحيفة التي يكتب وينشر فيها مقالاته اليومية أو الأسبوعية، وهذا الخلط بين الاثنين يجعل بعض القراء يتصل وهو منفعل بالكاتب الذي يعتقد فيه الخير والقدرة على حل مشكلته الآنية، ويصيح قائلا: لنا ساعات من دون كهرباء يا ناس اتقوا الله فينا.. اكتبوا عن مشكلتنا مع الكهرباء، فإذا قال لهم الكاتب الصحافي: إن علاج المشكلة يكون بالاتصال بالشركة أو قسم الصيانة فيها قال له المتصل: إن تلفوناتهم لا ترد، بلا صيانة.. بلا بطيخ. اكتب يا أخي، اكتب!. فعندها يحاول الكاتب إرشادهم إلى أرقام الصحيفة للاتصال بالمندوبين الميدانيين للتحرك نحوهم بكاميراتهم وتجسيد معاناتهم عن طريق أخذ أقوالهم لنشرها في اليوم التالي لأن هذه هي مهمة الصحف لا الكاتب الصحافي الذي غالبا ما يكون من «القواعد» من كثرة ما يطبق في كتاباته دروس القواعد وطول جلوسه في المجالس والمقاعد، فهو ليس صحافيا شابا رشيق الحركة كاميراته في «كمه» يمكن أن يتجه بها إلى حيث تقف الشكوى والشاكون، وليس مطلوبا من الكاتب الصحافي معالجة المشكلات الآنية وإلا لأصبح أشبه ما يكون بكتاب «العرائض» الذين يجلسون تحت أبنية المحاكم.. وبالنسبة لي شخصيا فإنني أسأل الذين يتصلون بي مستنكرين عدم تدخلي السريع بقواتي وقلمي لإعادة التيار الكهربائي لمنازلهم، فأقول لهم: يا جماعة.. صلوا على النبي فأنا عندما تنقطع الكهرباء عن سكني أشعل شمعة وأبحث عن رقم هاتف طوارئ الكهرباء مثل بقية الناس، وإن حصل وجود رقم لمسؤول في الصيانة أو الإدارة اتصلت به راجيا منه بذل جهوده لإنقاذنا من الحر والظلام فأنا مثل عبدالمعين في المثل المصري أحتاج إلى العون والمساعدة ثم أشرح للمتصل ما يجب من خطوات عليه القيام بها للمساهمة في إعادة التيار فيقبل كلامي إن كان عاقلا أو يتهمني بالسلبية وأنني لست مثل فلان وعلان من الصحافيين إن كان حضرته نصف أو ربع عاقل!. وهذه الخاطرة جالت في ذهني وقلبي ونطق بها قلمي نيابة عن إخواني الكتاب الذين يواجهون من القراء الموقف نفسه من الذين لا يفرقون بين الكنافة وغيرها.. والله المستعان!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة