تعتبر عشر ذي الحجة من الفضائل التربوية التي يستطيع من خلالها الإنسان أن يكتسب صبغة خلقية جميلة إضافة إلى قائمة أخلاقه ولعل التربويات في عشر ذي الحجة تقوم على مبادىء التسامح والصفح لإن هناك الكثير من الناس من تجد بينهم الشحناء وصلت لحدود العنان والبغضاء عالقة في أخلاقهم، فمجيء هذه العشر بلسم لتلك الجروح الداكنة وعشر ذي الحجة هي مقدم خير وتعاون وإصلاح لنفوسنا وأخلاقنا.. فلننس الأخطاء ونبدأ صفحة إصلاحية بيننا.. فبركة هذه الأيام تبدأ من صفحنا وتعاملنا ونبلنا.. فمن كان قاطعا وهاجرا فليعد ويصل ومن طغى وتجبر فليتوب ويصلح حاله ومن له عثرات وزلات فأبواب التوبة مشرعة ولازالت تنتظر من يطرقها. نعم فعشر ذي الحجة هي الأيام الحبيبات الغاليات على ملك السماوات والبريات فمنذ إنطلاقها فلنشد على مأزرنا ونتحد جميعا في صف سوي لا ينقطع ولا ينفصل.. وندعو ونبتهل ونخضع ونبكي من أجل كسب حب الله ورضاه في هذه الأيام الفضيلة. ومن يجد نفسه قد أخطأ في حق إنسان قريب أو بعيد فليراجع نفسه ويعتذر عما بدر منه فكن كريما بها ليكرمك الله من فيض رحمته وغفرانه وتصفح عن من أساء لك أو آذاك وانظر إلى الأجر الجزيل ودعك من حسابات قديمة وملفات أكل عليها الزمن وشرب فيا فوز المتصافحين المتسامحين. حمد جويبر جدة