رسالة للاعبين فاتهم قطار الحج

تتواصل مواسم الخيرات ، وأزمنة الطاعات، التي تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر عشر ذي الحجة التي انقضت أيامها وانصرمت وكان من ضمنها وأهمها يوم عرفة وهو الركن الثاني من أركان الحج ويوافق اليوم التاسع ومن وفقه الله للحاق بهذا اليوم فقد حقق فضل الحج والركن الأول هو الإحرام ويضاف لذلك السعي والطواف والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : (الحج عرفة ) متفق عليه ، ومن لم تتح له فرصة الحج حتى الآن في حياته فعليه العمل على أدائها فهو ركن من أركان الإسلام لا يسقط إلا بعدم الاستطاعة يقول سبحانه وتعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) سورة آل عمران ، واستغلها فرصة لأوجه رسالة للاعبين الذين فاتهم قطار الحج هذا العام بأن يستعدوا للعام المقبل إذا كتب الله مزيدا من العمر، وأن لا يسوفوا ويؤجلوا حجهم عاما بعد آخر فالعمر قد ينقضي في لحظة ، فما دام المال موجودا بارك الله لهم فيه فلا يفرط اللاعب في فرصة الحج ، ولا يضيعها فقد لا تمر عليه أخرى ، ومن المستحسن أنه يضع في اعتباره عدم فوات الفرصة على نفسه في العام المقبل إذا أمد الله في عمره ليؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام ، لاسيما إذا كان ميسور الحال لا أن يذهب فيستدين ، وهناك من يضغط من الناس على نفسه في سبيل تأدية هذه الفريضة دون استدانة جزاه الله خيرا ويجهز في كل عام مبلغا لأحد ابنائه ليؤدي فريضة الحج خاصة في ظل مغالاة بعض الحملات وجشع بعض أصحابها ، واعرف احد الآباء توفيت ابنته قبل اشهر وكانت على ذمة زوجها ولم تحج فقدم نفقة لمن يحج عنها قدم من ماله رغم حاجته لمن يحج عن ابنته ، مع أن الزوج لم يقم بذلك لزوجته وهو الأولى بذلك وهذا من عدم الوفاء ، خاصة وأنني اعرف هذا الأب الذي لديه أسرة كبيرة جزاه الله خيرا ، فما بالنا بمن توفر له المال وتقاعس عن أداء هذا الركن العظيم وفي كل مرة يؤجل الحج دون عذر فيخشى عليه إذا توفى ولم يؤد فريضة الحج فعليه بالمبادرة في العام المقبل إن شاء الله ، وختام هذه الأيام العشر هو عيد النحر للحجيج ولغير الحجاج عيد الأضحى المبارك وفيه تذبح الأضاحي لغير الحجاج وهي سنة مؤكدة ،والأفضل أن تذبح بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح) «رواه البخاري ومسلم». فعلى من لم يتيسر له الحج هذا العام أن يكون مبادرا في العام المقبل نسأل الله القبول لجميع الحجيج وغير الحجيج أنه جواد كريم .