إن ما يواجهه المجتمع العالمي في عصرنا الحالي من العديد من التحديات والقضايا والمشكلات، يجعلنا نوجه اهتماما منقطع النظير إلى اكتشاف أبنائنا الموهوبين والتعرف عليهم، وتقديم سبل الدعم والمساندة لهم، في ضوء احتياجاتهم وقدراتهم، بالقدر الذي يمكنهم من استغلال طاقاتهم بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة والمساهمة في التغلب على مشكلاته والقضايا التي تواجهه، لأن الموهوبين في أي مجتمع هم الثروة الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، ولابد من الحفاظ عليها، والاستفادة من قدراتها وإمكانياتها الإبداعية وعلى العكس تماما ما يعتقده البعض، فمعظم الطلبة الموهوبين يتسمون بالكرم تجاه غيرهم وباتساق شخصياتهم. الأمر الذي يجعلهم أفرادا منتجين في مجتمعاتهم، ويسهمون في عمليات التطوير والتغيير، فبوسع هؤلاء الطلبة الحفاظ على مجتمعاتهم، والصعود بها إلى أعلى قمم المستقبل، والمساعدة في حل المشكلات، بفضل مشاركاتهم الفاعلة وما يتمتعون به من قدرات إبداعية وقيادية غير عادية. إن للطلبة الموهوبين احتياجات خاصة لا تستطيع مناهج التعليم العام الموجودة في نظمنا التعليمية الوفاء بها، ومن الأهمية بمكان أن تكتشف هذه الفئة من الطلبة كي نقدم لهم رعاية تربوية متكاملة، حتى نضمن توفير بيئة تعلم خلاقة تساعد هذه الفئة على المضي قدما وتتيح لهم الفرص الحقيقة لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم على أفضل نحو مستطاع، ومن هنا تقع المسؤولية على عاتق المدرسة والمعلم في الكشف المبكر عن الطلبة الموهوبين ومن هنا نناشد وزارة التربية والتعليم ببناء استراتيجيات تعليمية ملائمة لهؤلاء الفئة من الطلبة لإثراء مناهجهم والوفاء بكافة احتياجاتهم. إن الموهوبين والمبدعين هم ثروة الأمة الحقيقة التي ليس بعدها ثروة والأمم بكافة ألوانها ولغاتها مدينة لهؤلاء سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فلا حضارة ولا تقدم ولا رقي بدون إنجازاتهم وإبداعاتهم فهم الاستثمار الحقيقي لكل الأمم ورأس مالها الثابت، وبمقارنة حياة اليوم بحياة الأمس نجد أن حياة اليوم سهلة رغيدة واعدة بفضل الله أولا ثم بفضل تلك الموهبة والإبداع اللذين هما سر من أسرار الموهوبين الذين تفجرت طاقاتهم وقدراتهم وقرائحهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حضارة. محمد بن ضيف الله الشرجي