تبرز مبادرات المطوفين التطوعية في مكةالمكرمة في خدمة ضيوف بيت الله كنبراس وضاء لما يقدمه أبناء هذا الوطن من رعاية جليلة لضيوف الرحمن تعكس في جنباتها البعد الإنساني للعمل الجماعي التطوعي. خرج المطوف عبد العزيز سراج محمد حسين رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم 2 في مؤسسة جنوب آسيا من منزله قاصدا مكتبه لكن في منتصف الطريق استوقفته حافلة حجاج متعطلة وعندها قدح في ذهنه حجم المعاناة التي يعانيها ضيوف الرحمن فنبعت فكرة «الرفادة المتنقلة لحجاج الحافلات المتعطلة» ليمضي صوب مكتبه يسابق الزمن لتنفيذ هذه الفكرة إكراما وخدمة لضيوف الرحمن. يقول المطوف عبد العزيز سراج «لم تغب عن خيالي تلك القلوب المطمئنة التي كانت في طريقها إلى بيت الله وتعطلت الحافلة المقلة لهم فعقدت العزم على تنفيذ فكرة تطوعية خدمة لها حيث جهزت سيارتين خصصت لهذا الغرض وكتبت عليها عنوان المشروع «الرفادة المتنقلة لحجاج الحافلات المتعطلة» مجهزة بكميات من الأطعمة والمياه واستقطبت 15 شابا وعمل لهم برنامج تدريبي في الخدمة التطوعية وأطلقتهم في شوارع مكة ومداخلها يعملون على مدار الساعة بنظام الورديات». هذه الفكرة الوليدة التي سطعت في شوارع مكة هذا العام لمد يد العون للحجاج، لقيت مباركة أمير مكةالمكرمة ووزارة الحج، حيث أشاد وكيل وزارة الحج حاتم حسن قاضي بها ووقف ميدانيا على تنفيذها برفقة رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا المطوف عدنان كاتب وقدم شكره للمطوف على هذه المبادرة المباركة والتي تعكس مدى الاهتمام بضيوف الرحمن على النطاق الشعبي. لم تكن الفكرة هي اليتيمة التي أطلقها المطوف عبد العزيز سراج بل سبقها فكرة مركز إرشاد واستضافة الحجاج التائهين الذي يعيش عامه الثالث ويتخذ من المنطقة المركزية مكانا له، فهو موقع خصص لخدمة ضيوف الرحمن التائهين من مختلف البلدان حيث يستضاف الحاج التائه فيه ويقدم له الطعام والمشروبات في مخيم ضخم تزيد مساحتها عن 1000 متر مربع، ومن ثم يقوم العاملون في المركز بإيصاله إلى مقر سكنه بواسطة 10 سيارات خصصت لهذا الغرض وخدم المركز خلال السنوات الماضية ما يربو عن 30 ألف حاج، فيما أستحدث المطوف عبد العزيز سراج هذا العام نظام البصمة بحيث يمكن معرفة كافة البيانات عن الحاج الذي يقدم له الخدمة ويسهل من مهام إرشاده.