طالعت ما كتبه بعض الزملاء عن الزميل الصحفي فهد الجخيدب الذي يستعد حاليا لتنفيذ حكم بالجلد بتهمة التحريض على التجمهر أمام فرع شركة الكهرباء في بلدة قبة. ولعل العزاء الوحيد في جلد الزميل الجخيدب، أن هذه الجلدات التي سيتعرض لها هي ثمن حل مشكلة انقطاع الكهرباء في قبة، مع التأكيد أن الثمن الحقيقي كان الواجب أن يؤخذ من المقصرين، وهم المسؤولون عن انقطاع الكهرباء في تلك البلدة. الجخيدب مثال على ضيق بعضهم بالإعلام، فهناك من لا يسره تناول الإعلام للتقصير الذي يتسببون به، فيذهبون إلى البحث عن أي كمامة يقفلون بها أفواه الصحافيين، لكن الجديد في موضوع الجخيدب أن الكمامة لم تكن الإقصاء والاتهام في النهج الفكري، بل وصلت إلى الإيذاء الجسدي، ويبدو أن الجخيدب لن يكون الأخير في هذا السياق، فهناك كثر من المقصرين الذين ستستهويهم هذه الكمامة، وسيعملون على تطبيقها على صحفيين آخرين، ولأن الصحفي وحيد في ميدان المواجهة، وهيئة الصحفيين لا تزال تؤثر الصمت، فعلى الصحفيين أن يعدوا العدة بتجهيز ظهورهم لمواجهة ما ينتظرهم. لدي اقتراح.. فما دام الصحفيون سيواجهون مصيرهم، فلم لا يكون الجلد مرتبطا بالجهة المشتكية، فالجخيدب يمكن جلده ب «كيبل كهربائي» كعقوبة قصوى، أو ب «لي أحمر» كعقوبة مخففة، فيما الجهات الأخرى من الممكن أن تستقي عقوبات ملائمة لعملها، فمن يكتب عن ارتفاع أسعار الأضاحي يعاقب بأن ينطحه خروف أو تيس حتى يسقط مغشيا عليه، ومن يكتب عن الحفريات يمكن أن يرجم بحجارة الرصيف، والمقصود الحجارة الصغيرة الملونة، وليست حجارة الرصف الكبيرة، فالعقوبة للتأديب فقط، ومنتقد الصحة يعاقب بعملية مليئة بالأخطاء الطبية، والممتعض من الاستثمار الأجنبي يعاقب بأن يكون على كفالة المستثمر الأجنبي، أما منتقد الخطوط السعودية فهذا لا عقوبة له لأن تأخر الرحلات في حد ذاته عقوبة، وهناك الكثير من الجهات التي يكفي مجرد أن تكون لك معاملة عندها حتى تكون عقوبتها مفتوحة لا تنتهي، فتشعرك كلما تذكرتها أنك لا تزال تحت العقاب.