شخصيًّا، لا يعرفني، ولا أعرف الصحفي فهد الجخيدب، الذي حُكِمَ عليه بالسجن شهريْن، وبالجلْد أمام شركة الكهرباء بتهْمة التحريض عليها!. لكنّه أخٌ في الوطن، وزميلٌ في الحرف، ومن واجبي ككاتب أن أكون له خصيمًا، على الأقلّ لتجلية الحقيقة، إذ ربّما فُهِمَ وفُسِّر رأيه عن شركة الكهرباء بالخطأ، على أنه تحريضٌ عليها، ولو كان كلّ رأيٍ مخالفٍ لجهةٍ ما، أو فيه انتقادٌ لأدائها هو تحريضٌ عليها لامتلأت سجوننا بالكُتّاب والصحفيين المجلودين!. عمومًا، كشفت لي واقعة الجخيدب أنّ هيئة الصحفيين تُشْبه هيئة المهندسين في جزئية إضفائها الوجاهة للمنتسبين إليها في الرخاء، والتخلّي عنهم وقت الشدّة، وأنه لا زال هناك لِبْسٌ حول جهة الاختصاص في قضايا الدعاوى الصحفية، هل هي وزارة الثقافة، أم هي المحاكم؟ الأمر الذي يحتاج لتدخّلٍ حاسمٍ من أصحاب القرار!. كما كشفت لي الواقعة أنّ هناك كُتّابًا لهم معياران مختلفان يكيلون بهما الأمور، تمامًا مثل الغرب مع العرب وإسرائيل، والكاتب صالح الطريقي هو أحدهم، إن لم يكن أبرزهم، ففي مقاله المنشور قبل أيام: (الجخيدب سيكشف حقيقة هيئة الصحفيين) يُذكِّر الطريقي هيئة الصحفيين بأصول المهنة المنصوص عليها في نظامها التأسيسي، بينما لم يُذكِّر نفسه بهذه الأصول، وهو يُهاجِمني في مقالٍ سابقٍ له عنوانه (الخادمات وعنصرية القشقري)، فقط لأنني طالبتُ بألاّ تعمل المرأة السعودية كشغّالة، ووصفني آنذاك بالعنصرية وتكريسها، وبالعدوانية والسذاجة والعِرْقية والفوقية والفساد، وهو وصف شنيع أربأ بقلمي على الانحدار لمستواه السفلي، والردّ عليه بمثله!. هي فقط دعوة إلى هذا الطريقي أن ينبذ رعونة ودغالة وخشونة ملاعب كرة اليد التي قدم منها، فالكتابة كالقيادة: فنّ وذوق وأخلاق، وتسجيل الأهداف الوطنية في ساحة الرأي العام ليس كتسجيل الأهداف بعد عشرات (الفاولات) في ملاعب كرة اليد، وأختم بالدعاء أن يُعين الله أخانا وزميلنا فهد الجخيدب، بعيدًا عن معايير هذا الطريقي وأمثاله!. [email protected]