عندما أنشأت وزارة الشؤون الاجتماعية مراكز التنمية الاجتماعية كانت تهدف منها إلى تنمية المجتمعات المحلية، تنمية متكاملة وشاملة وفق الأساليب العلمية الحديثة المستندة إلى احتياجات المواطن في تلك المجتمعات، ومشاركة المجتمع في تلمس تلك الاحتياجات ماديا ومعنويا وبشريا، تنفيذ مختلف البرامج التنموية التي تسهم في سد احتياجات المجتمع المحلي وتنميته، وأمنه وسلامته، وتحرص القيادة على دعم التنمية الاجتماعية، لتواكب التطورات التي تشهدها البلاد في كافة مجالاتها. وللحيلولة دون حدوث فجوة بين التقدم الحضاري والتقدم الثقافي، فإن الكثيرين يرون أن هذه المراكز لم تؤد دورها بفعالية، كما إن برامجها بحاجة إلى تطوير مستمر حتى تخرج من عباءة النصح والإرشاد إلى التركيز على البرامج الهادفة لتنمية الشباب وتطوير القرى والمحافظات. إن هذه الانتقادات التي وجهت إلى مراكز التنمية الاجتماعية في بعض القرى والمراكز جاءت بسبب عدم إنجازها الدور الحقيقي لها وتقصيرها في تنفيذ برامجها الموجهة إلى مختلف شرائح المجتمع وتركيزها على بعض المواضيع والأمور التي لا تخدم المصلحة العامة، حتى بات بعضها خارج الخدمة مؤقتا بسبب عدم تقيدها بالأهداف والبرامج المقررة من الوزارة وعدم استعانتها بالكفاءات والخبرات سواء من القطاع الحكومي أو الخاص لدعم مسيرتها في تحقيق النجاح الذي من أجله أنشأت، وبذلك تحقق الاستمرارية والمشاركة الفعالة للنهوض بالمجتمع. أعتقد أن هذه المراكز بحاجة ماسة إلى تطوير وتحديث برامجها وأنظمتها بشكل دائم ومستمر وتعديل بعضها لتواكب التطور الشامل لمسيرة مراكز التنمية الاجتماعية في المملكة.