من الأمور غير المبررة في بعض الصحف ووسائل الإعلام قيام بعض الكتاب الصحافيين والإعلاميين بالحكم المسبق وتوجيه الاتهام في أمور وقضايا لم تزل تحت التحقيقات لدى الجهات الشرعية والقانونية والمعنية الأخرى قبل أن يتم البت فيها، مع عدم توفر المعطيات الكافية بشأنها، ولا يوجد أي مبرر لهذا التسرع والتشويش واستباق النتائج، وبذلك يفقد الصحافي أو الإعلامي والوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها الصدقية المطلوبة، عندما يتبين التسرع في الحكم، وذهاب الأمور بغير اتجاه. في البلدان المتمدنة التي تحترم الإنسان والقانون لا يجرؤ الصحافي والإعلامي وأي إنسان آخر توجيه الاتهام العبثي لأي جهة أو شخص ما لم تكن لديه كل الوثائق والقرائن والمستندات الكافية والدامغة، لأن هناك من يحاسبه ويقاضيه (بالقانون) ويطالبه بالتعويضات عن كل الأضرار التي تلحق به من جراء استباق التحقيقات وإصدار التهم غير المستندة على الوثائق والحقائق وتعريض سمعته للإهانة غير المبررة. كلنا مع النقد الهادف البناء، وبلادنا ككل الدول ليست (دولة أفلاطونية)، ولدينا أخطاء وسلبيات ونواقص كثيرة، وكلنا نرغب في الإصلاح والتطوير، وهذه من أولى مهام ومسؤولية الصحافة والإعلام، لكننا مع النقد العاقل البناء، وحتى القوي منه، الذي يؤدي إلى الإيجابيات وتصويب الأمور، ويستند إلى الوثائق والمستندات المؤكدة، ولسنا مع النقد الأهوج والمتسرع الذي لا قيمة له، ويسيء للوطن وللآخرين دون أي مبرر، ولن يضع صاحبه في مصاف الكتاب والصحافيين الكبار حتى إن اعتقد بذلك، بل يسيء إلى صدقيته والوسيلة التي يتعامل معها. برغم ما حصل للصحافة من تطور وتحديث إلا أننا لازلنا نجد فيها بعض الكتاب والصحافيين أصحاب الأقلام الصفراء والرؤوس المنتفخة الذين تجاوزتهم الصحافة المعاصرة بعقود طويلة، وهم يمارسون أساليب عفى عليها الزمن ولم تعد مقبولة أو مستساغة في هذا العصر، ومنهم من يثيرون أمورا وقضايا واهية بهدف الأخذ والرد فيها حتى لو كانت سلبية، لإشباع غرائزهم الذاتية في الظهور والتظاهر، ولا بد أن يكفوا عنها لأن القلم مثل الإنسان له شرف وكرامة. وهناك مقولة لكاتب قدير، (لا يحضرني اسمه الآن)، الذي كانت يده ترتجف رهبة عندما كان يكتب مقالا يقرأه عامة الناس.. فقال له صديقه ذات مرة: أأنت الكاتب (...) وترتجف يدك عند الكتابة؟!!، فأجابه: لأنني الكاتب (...) فإن يدي ترتجف عند الكتابة.. لأنها شرفي أضعه على الورق.. والعاقل من يعتبر.. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة