عندما تصف الأمريكية «كارول فليمينج» في مدونتها الشهيرة والتي زارها أكثر من مليوني زائر حتى الآن «الرجل السعودي» بأنه يتمتع «بقدرة كبيرة» على احترام «أنوثة المرأة» وهي قدرة لا يتمتع بها الكثير من الأمريكيين أنفسهم الذين يدعون ويرفعون شعار «حرية المرأة» و «كارول» واحدة منهم تجد نفسك تقف أمام مفترق طرق!! فكيف يمكن الجمع بين ما تطرحه «أمريكية» عاشت في المجتمع لسنوات طويلة وتشربت من ثقافته الكثير بحكم زواجها من «رجل سعودي» وبين ما يُطرح من مطالب يومية للمرأة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الأخرى وكأن مجتمعنا لا يعرف من حقوق المرأة شيئاً!! أعتقد أن هناك فرقًا بين الاعتراف بالحقوق ومنح الحقوق؟! وأظن أن ما نعانيه في المجتمع ليس الاعتراف بالحقوق «فهذا منصوص عليه في القرآن والسنة»، ولكن يقف العرف الاجتماعي والعادات حائلاً دون المنح وهنا المعضلة!! أحدث الدراسات المحلية تقول إن نحو 15.2% من شبابنا «متشددون» بشكل كبير تجاه قضايا المرأة بينما 34.3 % «يميلون للتشدد» وأعتقد أن البقية متأرجحون لعدم فهم قضايا المرأة وحقوقها!! طبعاً «التشدد الاجتماعي» لم يعرف بالشكل الكامل وإن كان مع الجنس اللطيف هو موروث مكتسب بدءًا من النظر إليها «كعورة» يُجرم نطق اسمها في «المجالس» بينما لا مانع من «اللعلة به» في «أسياب المستشفيات» أمام خلق الله والكل ينظر «لفلانة بنت فلان» بشحمها ولحمها وهي تدخل للطبيب!! قمة التناقض ! لا يبرره إلا أن النطق المتكسر لأسماء «النساء» من الممرضات الأجنبيات يجعل الرجل يتستر خلف عدم وضوح اسم أمه أو زوجته أو أخته!! إن ديننا الإسلامي الحنيف وشيم عروبتنا الأصيلة ضمنت للمرأة كامل حقها وكرامتها فهن «شقائق الرجال» لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم. وبقي على الأصيل من الرجال الخوف من الله ومنح المرأة حقها لتتمتع به «كشريك أساسي «في هذه الحياة. وأظن هذا هو ما جعل السيدة «فليمنج» تصف «الرجل السعودي» بوصف قد لا يروق للكثير من نسائنا اللاتي يُعانين من قسوة البعض هداهم الله!! «أميركان بدو» هو اسم المدونة الخاصة ب «كارول» جعلت من هذه المدونة منبرًا لإبراز محاسن ثقافة وتقاليد بلاد زوجها السعودي الراحل راصدة من خلالها قصصاً عاشتها ومعبرة عن وجهة نظرها تجاه القضايا السعودية «وما يمدح السوق إلا من ربح فيه». بينما للأسف عشرات «المدونات» الأخرى لسعوديين وسعوديات تجعل العالم يرسم علامة تعجب من حال «المرأة» لدينا بسبب ما تحمله هذه المدونات من تجنٍّ على الدين والمجتمع وتشويه صورتهما. أعتقد أن الأمر يحتاج لشيء من التوازن يا رفاق!! وعلى دروب الخير نلتقي.