استغرب الأستاذ الفاضل حمد القاضي في جداوله في جريدة الجزيرة أمس السبت، تصريح مسؤول كبير في وزارة التجارة في صحيفة المدينة، عندما برر زيادة الأسعار وجشع التجار، وأكد أن ذلك يعود إلى التباين الملموس في الأسعار في طرق الحصول على السلعة وفروق الإيجارات بين المحال، وأن المملكة تتبع سياسة السوق الحر، وزداد الأستاذ حمد القاضي دهشة أن ذات المسؤول بدلا من طمأنة المستهلكين بأن الوزارة تراقب الأسعار، فقد أوكل ذلك إلى جمعية حماية المستهلك قائلا بالحرف الواحد «إن الوزارة لن تتدخل في تحديد الأسعار» ودعى المتضررين إلى الشكوى لجمعية حماية المستهلك عبر رقمها المجاني. أقول لأبي بدر لا تستغرب ولا تندهش يا أستاذنا فنحن نعيش على ما يبدو في حقبة البراءة من المسؤولية بالتبرير والوقوف في صف التاجر ضد المستهلك الفقير، فقد أصبح التهرب من المسؤولية وتبرئة النفس والمنصب منها أمر شائع للأسف، حتى أكاد أن أشعر أن سبب الغبار الكثيف الذي يجتاح مدننا، ناجم عن نفض كثير من المسؤولين ثيابهم و(بشوتهم) للتعبير عن تبرئة أنفسهم من المسؤولية، وكأن الكرسي وما صاحبه من مرتبة ومميزات و(إكسسوارات) من بشوت وصور وبروز إعلامي وشرهات هي حق مكتسب لا علاقة له بالمسؤولية، وكأن (البشت) درع واقٍ من المسؤولية والعقال تاج البراءة منها. أما التبرير للتجار وكبار المستثمرين فقد أصبح وسيلة علاقات عامة وكسب ثقة وتأييد من يفيد تأييده، وهو أمر شاع هو الآخر، فقد أصبح مسؤول التجارة يبرر للتاجر جشعه ومسؤول الزراعة يبرر للمزارع احتكاره ومسؤول الصحة يبرر للطبيب أخطاءه، بل إن بعض التبريرات جاءت استباقية وقبل المصيبة بمدة؛ فارتفاع أسعار الشعير مثلا تحدثت عنه الزراعة ومهدت لحدوثه فكان لا بد أن يحدث حتى لو انتفى تبرير حدوثه. أشاطرك الدهشة أبا بدر وأستطيع فهم غضبك من تصريح مسؤول التجارة، وأشهد وأنا أحد قرائك الدائمين أنني لم اقرؤك غاضبا مثل أمس ومعك كل الحق فقد مللنا التبرير والتسويف والتصريف إلى درجة أن مسؤول التجارة يريدنا أن نشتكي لحماية المستهلك وهو للتو قال (إن الوزارة لن تتدخل) وإذا كانت الوزارة لن تتدخل فما فائدة الشكوى لحماية المستهلك التي لو افترضنا أنها جمعية فاعلة فهي سترفع الأمر لوزارة التجارة التي لن تتدخل! إذا فهو مجرد تسويف وامتصاص غضب حتى لا (يطفح) الكيل وتبتل الوزارة بماء اللوم، أي أن المسؤول مجرد وسيلة حماية شديدة الامتصاص. www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة