تولي المملكة حجاج بيت الله الحرام من كافة أصقاع المعمورة اهتماماتها وصد العقبات التي تواجه الحاج، وتهتم المملكة بتقديم الخدمات الصحية للحجاج، حيث تبدأ خدمات وزارة الصحة وما يساندها في القطاعات الصحية من رئاسة الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية منذ وصول أول الحجاج في بداية شهر ذي القعدة من كل عام إلى حين مغادرة آخر حاج في المملكة. ووزارة الصحة تقدم طيفا واسعا من الخدمات الصحية، يبدأ بالخدمات الوقائية التي تلقى الاهتمام الكبير في منافذ الدخول إلى المملكة لضمان التزام الحجاج بالاشتراطات الصحية التي تضعها المملكة وتبلغ بها الدول والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الصحي، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، كما تقدم الخدمات الوقائية من تطعيمات وعلاج وقائي لمن يحتاجه من الحجاج، ويستمر الاهتمام بالجانب الوقائي خلال تواجد الحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لتفادي ظهور أية حالات وبائية والتعامل معها إن ظهرت. والمملكة وعلى مدى العقود الماضية لها نجاحات كبيرة في ضمان حج خال من المشاكل الصحية، كما كان للوزارة دور متميز في التعامل مع كافة الأوبئة التي ظهرت على المستوى الدولي، ومنها الحمى المخية الشوكية في دول الحزام الأفريقي وانفلونزا الخنازير وغيرها. إن تجربة المملكة في هذا المجال تعتبر تجربة ثرية تستحق الدراسة والاستفادة من الدروس التي يمكن استخلاصها، نظرا لظروف المكان والزمان التي تعد ظروفا استثنائية، وتتطلب قرارات وإجراءات غير اعتيادية للتعامل مع مثل هذه الأوبئة، واستطاعت المملكة ممثلة في وزارة الصحة، وبدعم من القطاعات الصحية الأخرى، تنفيذ الإجراءات المطلوبة بمهنية عالية، مما ساهم في الوصول إلى مواسم حج خالية من الأمراض المعدية حماية لصحة حجاج بيت الله الحرام والمواطنين والمقيمين في المملكة. (*) الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية