تسود قناعة بأن المرأة السعودية أضعف من أن تدير شؤونها بذاتها، وأن الرقيب عليها فرض واجب حتى عند مراجعتها لدائرة حكومية. مثل هذه الصورة تنتشر من أقصى العالم إلى أقصاه، ولن تجد من يصدقك ولو أقسمت بأغلظ الأيمان أن المرأة السعودية لها شخصية مستقلة، كسيدة أعمال وروائية ومصلحة اجتماعية ومسؤولة حكومية. الناس في الخارج تحكم وفق الصورة النمطية التي تراها للسائح السعودي وهو يسير في المقدمة ومن ورائه امرأة تهرول لاهثة للحاق به. مثل هذه الصورة ما تزال موجودة في كل مكان وانكارها ضرب من التباهي الكاذب. لكن هناك أيضا صورة المرأة التي تسير بجانب الرجل بل وتسبقه بخطوات كثيرة، وهي الصورة التي لا يراها أحد، ولا نريد لأحد من الخارج أن يراها، فلا يعرف كم هي تسبقنا بخطوات كثيرة. في قناعتي، أن المرأة السعودية أثبتت انها أكثر نجاحا من الرجل السعودي في مواقف كثيرة. ليس الآن فقط، بل ومنذ سنوات طويلة. فكما كانت هي سيدة الدار والقائمة على رعاية أبنائها، كانت صاحبة أفكار جريئة وجسورة تخطت حدود الخندق المضروب حولها، وأدلل على ذلك بقدرتها على الاستقرار في مناطق بعيدة؛ بحثا عن هدف ونجاح عصي، وهو ما لم يقدم عليه كثير من رجالنا الذي يؤثرون حياة وادعة بلا هدف أو حلم. ونحن إذا ما طالعنا الخريطة السعودية نبحث عن المناصب الأولى التي مثلتها شخصية سعودية على مستوى العالم سنجد أنها امرأة وليس رجل. فأول شخصية سعودية اشتهرت في المحافل العلمية هي امرأة. وأكثر شخصية روائية وصلت إلى العالمية هي امرأة، وابرز ما يتحدث فيه الشارع الدولي عن حياتنا هو المرأة. لكن هذا البروز الذي حققته المرأة السعودية على صعيد داخلي أو خارجي لفت إليها أنظار فئتين من الناس في الداخل، واحدة سعيدة ومباركة لهذه النجاحات، وأخرى رافضة لهذه النجاحات. مشكلة الفئة الأولى أنها خائفة من أن تعبر عن رأيها مفضلة المتابعة على المشاركة. ومشكلة الفئة الثانية هو خوفها أن تكشف نجاحات المرأة حجم إخفاقات الرجل في مجتمع هو رجالي بطبيعته وكليته. وبين هاتين الفئتين تصارع المرأة لتثبت وجودها محليا وعالميا أكثر مما يصارع الرجل الذي يبدو أن اقصى حلمه هو وظيفة متواضعة وسيارة نصف عمر وبيت من حجرة واحدة. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة