صدر عن معهد مكةالمكرمة في جدة والذي له نشاط واسع في إصدار المؤلفات، كتاب جديد للأستاذ عبد العزيز أحمد البغدادي بعنوان : «ترشيد الاختلاف لواجب الائتلاف» وقد اشتمل الكتاب على بحث في فتنة الاختلاف والتفرق فهما وترشيدا. قدم للكتاب الأستاذ محمد أحمد الراشد الذي قال فيما كتب: إن هذا الكتاب مستقيم المعاني، قوي المنطق، وفيه استدلال شرعي صحيح، وما أخال أحدا من أهل الاستعجال يطلع عليه وينوي فهمه بنية خالصة إلا ويتئد ويميل إلى التأني وإبطان النصح لجميع الدعاة العاملين على اختلاف اجتهاداتهم وتأويلاتهم، ولست أدري: هل أن كتلة أقوال ابن تيمية التي حواها الكتاب هي الأقوى، أم كتلة الأحوال الدائرة بين المسلمين اليوم التي اكتشف المؤلف ضرورة بحثها وبيان حكم الشرع فيها ؟ فإن صنعة معرفة الواقع المعاصر وتحديد زواياه ليست بأقل أهمية وصعوبة من صعوبة معرفة الفقه نفسه، وقد وفق الأخ المؤلف في المعرفة الواقعية توفيقا، وأتى بتنسيق وترتيب جيد، وأصبح الكتاب كتاب المرحلة، فإن دور أنصار الدعوة المعاصرة كلها دور خير، والتعاون واجب، والتغافر حسن، ولا بد أن تتحد القلوب، وتضم الجميع خطة شاملة. وعن الاختلاف في تقدير عوارض الأهلية يقول المؤلف في ثنايا الكتاب: يتجه الخطاب الشرعي بالأحكام التكليفية إلى المكلفين حال كونهم محلا قابلا لذلك، أي أن يكونوا متصفين بشروط أهلية التكليف كالبلوغ والعقل وغير ذلك. وبالتالي فإن هذه الأهلية إذا طرأ عليها عارض أذهب بها أو ببعض شروطها فإن المكلف سيكون معذورا في عدم قيامه ببعض تلك التكاليف الشرعية بقدر ما ذهب من أهليته في ذلك. ومن هذه العوارض التي ذكرها العلماء: الجهل والتأويل والإكراه. وقد أورد العلماء العديد من الأدلة على اعتبار هذه العوارض، ففي عارض الجهل ذكروا قوله تعالى: ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ويقول ابن تيمية رحمه الله في ذلك : وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين، ففعلوا به ذلك، فقال الله له : ما حملك على فعلك ؟ قال : خشيتك. فغفر له. فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك، والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا. فهنا نجد أن ابن تيمية يشير بوضوح إلى اعتبار عارضي الجهل والتأويل، ويؤكد هذه المعاني مرة أخرى فيقول: وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة التي يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة فلا يعلم كثيرا مما بعث الله به رسوله، ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ في بادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان، وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة، فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول. تحية للمؤلف وشكرا للقائمين على المعهد. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الشورى: (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم). «الشورى:14».. وحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تبسمك في وجه أخيك صدقة). شعر نابض : يا ليت لي والأماني إن تكن خدعا لكنهن على الأشجان أعوان بيتا على جبل تجري الرياح به حيرى يزافرها حيران ولهان. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة