أستعرض اليوم كتابا له أهمية عند الباحثين عن الثقافة المعرفية وضعه الدكتور علي بن حمزة العمري وتمت طباعته على نفقة السيدة هند ماجد كردي رحمهما الله وقد اشتمل الكتاب على رأي أكثر من عشرين عالما ومفكرا ومتخصصا . وفي المقدمة يقول المؤلف: لم يكن يدور في بالي أن أكتب كتابا عن بناء الثقافة، وذلك لكثرة من كتب حول هذا الموضوع وعبر سنين طوال، ولكني كلما تحدثت مع كثيرين من إخواني المسلمين، وطلبة العلم على وجه الخصوص في مواضيع ثقافية مختلفة بدا لي بعض القصور في النظرة الشمولية للثقافة، وما ينتج عن ذلك من آثار وسلوكيات لا تقبل من الإنسان المسلم الواعي المتحضر، والذي يسعى للاستخلاف في الأرض. كنت أحيانا أناقش البعض في مسائل متنوعة فأجد الشقة التي بينهم وبين أساسيات العلوم الشرعية، ونظرتهم الأحادية للثقافات المختلفة، مما أكسبهم جمودا في العقل، وغرورا بالنفس، وحصرا للعلم، وتقنينا خاصا لنصوص الشرع، وتعظيما لبعض الأشخاص، واستهانة بكثير من رواد الثقافة والفكر والمعرفة في الأمة، فلم يقرؤوا مقاصد الشاطبي في الموافقات، ولم يتلفتوا إلى درجات الحاجيات والضروريات عند ابن القيم في أعلام الموقعين، ولا إلى اجتهادات ابن تيمية في المجموع، ولم يدركوا واقعية الحنفية في بعض المسائل المستجدات، ولا إلى عجائب المالكية في باب الحاجيات، ولا إلى فقه الشافعية القديم والجديد، ولا إلى روايات أحمد المختلفات. وجمعوا مع هذا وذاك ضعفا في اللغة العربية، وغفلة في فقه الواقع الحقيقي للأمة، وجمودا في فهم النصوص الشرعية، فنشبت بسببهم معارك ضاريات، وصارت الجزئيات كليات، والاختلاف في الفرعيات من البدع الشنيعات. وصنفوا أصحاب الآراء المخالفة لهم والتي لم توافق أهواءهم إلى أرباب جماعات وحزبيات فضلوا وأضلوا. وحولوا الفقه الذي يعني الفهم إلى العقم، وجعلوا قراءاتهم في متن مذهبي فيصلا في الحكم على آراء المجامع الفقهية، ومجالس الفتيا للأقليات الإسلامية في العالم. ونشأت كذلك وللأسف طائفة غاظها هذا الحميم المستعر، والفكر المتجمد، فأخذوا من النصوص بعضها، ومن الأقوال أيسرها، ومن الروايات أخفها، يرون بذلك مسايرة الواقع، والمواكبة للعصر، فثقلت لديهم العزائم، وضيعوا كثيرا من السنن والآداب والمكارم. وعن الثقافة التخصصية يقول المؤلف: وهي أن يقرأ ويناقش المتخصص في فن ما العلوم والمواضيع المتعلقة بتخصصه بشكل منظم ومستمر فيقرأ في كل شهر كتابا في مجال تخصصه ولا بأس إن كان الكتاب كبيرا نسبيا أن يقرأه في شهرين كحد أقصى إذا أراد الإتقان في تخصصه. أما الثقافة التنوعية فعنها يقول: وهي أن يقرأ ويطالع ويناقش في العديد من العلوم والثقافات المتنوعة بالقدر الكافي لفهم أصول العلوم، والتعامل مع ما يحيط به. حيث يخصص المثقف لنفسه أوقاتا متنوعة لقراءة عدد من الكتب في مجالات مختلفة. .. تحية للمؤلف الذي قدم لطلاب العلم روشتة نافعة. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب : (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) . وحديث : روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إنما أنا رحمة مهداة». شعر نابض: للشاعر زكي مبارك: يا ليت لي والأماني إن تكن خدعا لكنهن على الأشجان أعوان بيتا على جبل تجري الرياح به حيرى يزافرها حيران ولهان فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة