في غرفة الطبيب يجلس الطبيب ليشخص المريض فيكشف على الألم ليصف الدواء. وبمعنى أشمل لماذا لا يشخص المستشفى نفسه ويبحث عن آلامه وعلاجها. أما تريدونا أن نؤمنبمقولة: (طبيب يداوي الناس وهو عليل) ونطبقها على المستشفى بأكمله. ها أنا قد هيأت الجو الآن لفتح ملفي الشهي في هذه المقالة الغريبة نوعا ما. تمتلئ مستشفياتنا هذه الأيام وبحمد الله بالعديد من الكوادر الوطنية سواء من الشباب أو الفتيات بمختلف تخصصاتهم الطبيبة (أطباء ممرضون صيادلة.. إلخ) ويزاد الجرح نزفا مع ازدياد عنوسة فتيات المجتمع عموما وصاحبات الوظائف الصحية خصوصا بالتأكيد لا سبب يبرر للمجتمع هذا العزوف إلا الجهل وهل من عدو أقوى من الجهل. المهم أن هذه هي المشكلة قد شخصناها ولكن أين الدواء يا طبيب؟. الآن ندخل غرفة الطبيب ليشرح لنا الدواء. من عادات الكثير من مجتمعات الدول العربية والإسلامية في الزواج محاولة اختيار الزوجة من بيئة العمل. مثلا: في مصر الطبيب يريد طبيبة، وفي سوريا المعلم يريد معلمة، وهلم جرا من هذه الأمثلة التي رأيت بأم عيني لها النجاح في أمثلة عديدة لا مجال لذكرها. ومن هنا أقول: لماذا لا نتناول جرعات هذا العلاج ألا وهو محاولة التوفيق بين شباب وشابات التخصصات الصحية في الزواج فهم أدرى بظروف أعمالهم، وهم أقرب الناس إلى عقول بعضهم. وقد شاهدت وجلست مع رجل نبيل وخير في أحد أضخم المستشفيات في المملكة وسألته عن هذا الموضوع الذي أعلم بأنه قد بدأ به؛ فأخبرني بأنه حتى الآن قد أسهم في 14 حالة زواج من شباب وشابات يعملون في نفس المستشفى ومازال المشروع يرى النور. سررت وذهلت بهذا العدد ولكن ما زادني دعاء له هو أنه كاد أن يقسم لي بأن جميع 14 حالة زواج مازالت في سعادة وقرار ولم تحدث فيها أي مشكلات. لماذا لا تتولى الشؤون الدينية في مستشفياتنا هذه المهمة ألا وهي التوفيق بين شباب وفتيات التخصصات الطبية فيما بينهم. فأيهما أفضل وأقرب إلى الله: أن نشتغل بعد نسب العوانس كل عام ومدى ازديادها، أم أن نساهم ولو بجزء بسيط في حلها. أجزم بأن رسالتي وصلت، وفكرتي فهمت، فهل ستتشجع إدارات مستشفياتنا إليها أم أن عفة شبابنا وفتياتنا لا تستحق كل هذا الاهتمام؟! عبد العزيز جايز الفقيري تبوك