تعدّدت شعارات مستشفياتنا الخاصّة، فمثلاً، من الرياض (عالم من الخبرة) ومن جدّة (توفير الأمل) ومن الدمّام (العناية والثقة والاهتمام)، فلنهنأ جميعاً بهذه الشعارات التي تعكس وجه الطبّ المشرق في هذه المستشفيات!. والشعارات منشورة باللغتين العربية والإنجليزية، ويُقال إنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غار، فالتمس من المستشفيات اعتماد لغته للشعارات!!. كما يُقال أنّ المستشفيات، ومن فرْط أرباحها وحبّها الخير للناس، قرّرت تنظيم مسابقة لأجمل شعار موحّد لها بجائزة قدرها مليون ريال، ولهذا سأقدّم لها شعار (إفراغ الجيوب قبل فحص المرضى)، لأنه ما من واحد منها إلاّ وثبّتَ مُحاسبيه في قسم استقباله ليُفرّغوا جيوب المرضى قبل وخلال وبعد فحصهم من الأطبّاء، حتى أنّ عبارات المجاملة مثل (سلامات)، (ما تشوفوا شرّ)، (أجر وطهور) قد قلبها المحاسبون الرقيقون إلى عبارات تجارية مثل (كاش أو كريدت؟)، (فرد أو شركة؟)، (ريال أو يورو أو دولار؟)، وعند التنويم (يدّك على عربون 10 آلاف ريال) في مشهد مقزّز هو في وادٍ على الأرض والصحّة في آخر على القمر!. أذكر في اليابان أنّ الحُمّى أصابتني، فاصطحبني زميلي الياباني للمستشفى حيث فُتح لي ملفّ، ثمّ فحصني الطبيب، ثمّ حوّلني للمختبر لإجراء التحاليل، ثمّ وصف لي الدواء، ثمّ استلمته من الصيدلية، ثمّ وقعّ زميلي على فاتورة ليدفعها بالآجل، فعجباً لليابانيين، وقولوا لهم بالياباني (ايساتسو) أي تعظيم سلام!. ولو سألتموني: لماذا لم تُقدّم شعار (إفراغ الجيوب قبل علاج المرْضى)؟ لأجبتكم أنّ الفحص مضمون في مستشفياتنا الخاصّة لكنّ العلاج غير مضمون!. هيّا، قدّموا شعاراً جميلاً لعلّكم تربحون مليون ريال مع مستشفياتنا الخاصّة!!. فاكس 026062287