بسبب ظروف عملية اضطررت قبل سنوات للعيش عازبا فترة من الزمن، ولأنني من أكسل العرب، فقد قال لي أصدقائي ممن يزورون المنزل الذي أستاجرته في أسبوعي الأول مع العزوبية بأنني عار على العزاب، ثم تطور الأمر في الأسبوع الثاني ليقولوا بأنني عار على العزاب والمتزوجين معا، ثم تفاقم الأمر في الأسبوع الثالث فقالوا إنني عار العار نفسه!، المهم أن الحنفية في مغسلة الضيوف تعطلت، فدفعني كسلي للاستعانة بأقرب خبير بنغالي صادفته في الطريق فأصلحها جزاه الله خيرا، ولكنه قلب مسيرة الماء الساخن والبارد فأصبح المحبس الأحمر للماء البارد والمحبس الأخضر للماء الساخن، وبالطبع تعرضت للسعات متواصلة قبل أن أعتاد على هذا الوضع المقلوب، أما ضيوفي فإنني كنت أنسى تذكيرهم بهذا الأمر الهام، حيث لم أكن أفطن لهذه المسألة إلا حين أسمع صرخاتهم قادمة من المغسلة، فأقول منبها: (بالعكس.. بالعكس)، فيأتي الجواب: (لا يا شيخ؟!.. هالحين تقولي!). وطوال سنوات عملي في الصحافة كنت أعرف الخط الأحمر جيدا، وأراقب تمدده أو انكماشه بكل ما استطيعه من قدرة على المراقبة، ولكنني حتى هذا اليوم أعاني مشكلة في تحديد الخط الاخضر، حيث أمضى في اتجاه أظنه يتماشى مع الخط الأخضر، فأكتشف بعد فوات الأوان أنه أخضر محمر!. وفي المطارات التي تخير سلطات الجمارك فيها المسافرين بين السير على الخط الأخضر والخط الأحمر، كنت أتجه فورا إلى الخط الأخضر، وأنا أسال نفسي ما الذي يضمن لهم أنني لا أحمل ممنوعات؟، ما الذي يدفعهم لأن يصدقوا بأنني الرجل الأخضر حقا، ولست مهربا تسلل إلى الخط الأخضر من المناطق الحمراء؟!. وحين أكدت وزارة الصحة أن مجانية الدواء والعلاج خط أحمر بالنسبة لها، ضحكت من الأعماق لأنه لا يوجد خط أخضر أصلا كي تحذر وزارة الصحة من عواقب بلوغ الخط الأحمر!، فالعلاج المجاني غير متاح بسهولة، أو أنه متاح ولكن في حدوده الدنيا؛ لذلك فإن مجانيته من عدمها تعد تحصيل حاصل، إن الوزارة تتحدث عن شيء غير موجود فعليا، وإذا وجد فهو لا يلبي الحاجة الحقيقية للمريض، وهذا يعني أن حديث الوزارة مجاني.. و(الحكي طول عمره ببلاش) إلا إذا مر عبر شركات الاتصالات!. وزارة الصحة تريد أن تقول بأن مجانية حبوب البنادول التي توزعها مراكز الرعاية الأولية خط أحمر، ومجانية اللقاحات المنتهية الصلاحية التي اكتشفت في بعض المناطق خط أحمر، ومجانية المواعيد التي تمتد لأشهر خط أحمر.. والعجيب أنه رغم كل هذه الخطوط الحمراء التي تضعها وزارة الصحة، إلا أنها لا تستطيع أن تجزم بأن بعض العاملين فيها لا يتجاوزون خطها الأحمر بين وقت وآخر!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة