فاجأت الروائية الألمانية تيريزا مورا المطابع الألمانية برواية جديدة على مستوى التكنيك، اسم الرواية الجديدة بنسختها الأصلية: Der einzige Mann auf dem Kontinent الرجل الوحيد في القارة.. وهذه الرواية ببطل واحد وأصوات متعددة جدا، فهو في كل يوم يروي قصة، ونتيجة لهذه التحولات في حياته، فقد ابتكرت الروائية من خلاله وإليه برسم الإسناد الروائي تكنيكا جديدا اسمه: Tagesspiegel أي المرآة اليومية.. ومن خلال هذه المرآة يظهر إلينا البطل الألماني داريوس كوب وهو في أوائل الأربعينيات من عمره ومكان إقامته ألمانياالشرقية، متزوج ويعمل مندوبا وحيدا لشركة اتصالات أمريكية. قال النقاد عن رواية الرجل الوحيد في القارة إنها رواية استثنائية تستهل من خلالها الروائية الألمانية عام 2010.. وذلك بسبب أنها تشتق بجدارة بطلا روائيا بملامح ألمانية جديدة، فمنذ انهيار جدار برلين يكتشف هذا الرجل أن حياته موضع تهديد، كما تخترق الظروف علاقته بزوجته التي لا يريد انفصالا عنها بسبب طوارئ الحياة المتقلبة يوميا.. وهكذا يجد الرجل نفسه طرفا كل يوم في مصيبة جديدة تضاف إليه.. وتلجا تيريزا إلى توظيف هذه الشخصية وفق إطار جديد في تكنيك الرواية الألمانية فهي تستخدمه مرآة ناطقة لما يمر بها من أحداث متقلبة ومزعجة في آن واحد. وهي تصور هذا الرجل في كل يوم من خلال قصة جديدة وتظهر حياته محاطة بالتهديد من كل ناحية.. أنه لا يستطيع التأقلم مع شيء وليس على ضمان باستمرارية حياته.. أنه في كل يوم يواجه مأزقا حياتيا من نوع آخر.. وعبر كل يوم يناضل للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر تكلفة ولكن دون جدوى.. وتستمر الروائية تيريزا في معالجة وضعيات متعددة يتهددها الإخفاق على مدار اليوم. وللواقع فقد حظيت مورا في روايتها عن الرجل الوحيد في القارة بالكثير من التعليقات النقدية على مستوى الحراك الثقافي في ألمانيا، فقد قالت عنها صحافة الدي بريست في خطاب نقدي إلى القارئ الألماني أن الألماني يجد نفسه في مواجهة رواية ألمانية تقف على قدم المساواة مع الرواية الأمريكية، ناهيك عن كون هذه الرواية تنجح في خلق فضاء روائي آيل للمقارنة مع عامل الجودة في الرواية الأمريكية.. واختتمت الدي بريست تعليقها على الرواية بكون القارئ الألماني لم يكن يعتقد ذات يوم أن يقرأ رواية تتوافر فيها أبعاد الجودة من ناحية اللغة والتجرية والإضاءة بمقاييس ألمانية. غير أن مطبوعة ألمانية أخرى على صلة بالموقف النقدي تناولت رواية تيريزا من ناحية أخرى، فقد رأت «الاورف هرفنك» أن حبكة الرواية تستغرق حوالى أسبوع، ولكن تيريزا تنجح تماما في إسقاط مخاوفنا من خلاله حيال الحياة المدنية بكل تعقيداتها المريرة وذلك باعتمادها شخصية واحدة تنقل إلينا رغم الاطمئنان الظاهر والثقة المزيفة في كل يوم قلقا جديدا من نوعه، وذلك كفيل بإنهاك مقاومة الإنسان من أجل الوقوف بثبات أمام ظروف مسكونة بالسأم. Original Title: Der einzige Mann auf dem Kontinent Terezia Mora ISBN: 978-3-630-87271-1