كشفت دراسة علمية حديثة أن المواقع الإلكترونية التكفيرية وصلت إلى 300 موقع، في مقابل خمسة مواقع خصصت لتفكيك الأفكار المتطرفة. وأكد ل «عكاظ» -الباحث المتخصص في الإنترنت والصحافة الإلكترونية الدكتور فايز الشهري، الذي نفذ الدراسة- أن المواقع المتخصصة المضادة للفكر المتطرف ضئيلة مقابل المواقع التكفيرية المتزايدة، واصفا إياها بغير الجدية وذات لغة باردة. وأشار الشهري إلى أن المواقع الداعية للاعتدال لا تتجاوز 80 موقعا، موضحا أن أغلب الإحصاءات والتقارير التي ترصد المواقع الإسلامية تنشر من قبل جهات غالبها إسرائيلية أو منظمات يهودية في أمريكا. ووصف الباحث في الإنترنت هذه التقارير بالمبالغ فيها وعدم الدقة في منهجية توصيف المواقع الإسلامية، إذ تقحم أي موقع يتحدث عن الجهاد الشرعي ضمن المواقع التكفيرية. إزاء ذلك، اعترف وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري بتقصير أئمة وخطباء في تعزيز الأمن الفكري لدى الشباب، واصفا دور المسجد في هذا المجال بأنه أساسي. وقال السديري في ورشة العمل الخاصة بدراسة الانحراف لدى الشباب في المجتمع السعودي، «صحيح أن هناك قصورا في ذلك لكن الأئمة يتولون دورا مهما في حماية الأمن الفكري». من جانبه، أكد المدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق، أن بعض الفضائيات تهدم ما تبنيه المؤسسات الحكومية المختصة في مجال محاربة الفكر المتطرف. وأوضح المدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية، أن الرقابة والحجب ليسا كافيين ولا يمثلان حلا كاملا لمواجهة التطرف، مطالبا بتكثيف مواقع التوعية والردود التي تتولى دورا مهما في حماية الشباب من الانحراف. إلى ذلك، كشف عضو لجنة المناصحة الدكتور أحمد جيلان، أن 80 في المائة من التنظيمات الإرهابية تستخدم الإنترنت وسيلة لتجنيد الشباب، مشيرا إلى أن القاعدة باتت تستخدم الإنترنت بكثافة لنشر ثقافتها عبر دراسات إعلامية استراتيجية، في ظل قلة مواقع الإرشاد والتوجيه. وأشار إلى أن القاعدة تستخدم مواقع الإنترنت الشهيرة لبث سمومها داخلها، مثل موقع (يوتيوب) الشهير، واصفا الإنترنت بأنه «بحر كبير يسهل اختراق الشباب من خلاله، مشددا على ضرورة استخدام التقنية الحديثة مثل (بلاك بيري) ورسائل الجوال النصية SMS في مواجهة الفكر المنحرف». وفي جانب متصل، حملت ورشة العمل الخاصة بدراسة الانحراف لدى الشباب في المجتمع السعودي أمس في جدة الجهات المختصة والأسرة مسؤولية تعزيز الأمن الفكري للشباب، كما وضعت استراتيجية ستتم دراستها لاحقا من الخبراء تمهيدا لإقرارها. وشددت التوصيات على ضرورة عمل الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية بفاعلية لترسيخ الاعتدال واستثمار طاقات الشباب وحمايتهم من الانحراف الفكري، وتعزيز الاعتدال ونبذ الانحراف داخل المؤسسات التربوية من خلال تفعيل العناصر الرئيسة للعملية التعليمية المعلم، المنهج، الإدارة، البيئة التعليمية، والطالب. وجاء في التوصيات تأصيل مفاهيم الولاء والانتماء للوطن لدى الشباب، الوصول إلى حصانة ذاتية لدى الشباب من أخطار العولمة الثقافية واستثمار العولمة في تعزيز الهوية الإسلامية، وأن تؤدي البرامج الإعلامية إلى تمثل الشباب منهج الاعتدال في فكرهم وسلوكهم. وأكدت التوصية على أهمية استثمار الشباب العولمة لتعزيز الهوية الإسلامية الصحيحة، مأسسة الجهات المعنية بتقديم الحماية الفكرية للشباب بما في ذلك تفعيل الأنظمة وحسن اختيار القائمين عليها وتوفير القيادات الفاعلة وتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار.