شكا وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري من تهاون بعض الجهات المعنية في تنفيذ التوصيات التي تنتج من المؤتمرات المتعلقة بمعالجة الانحراف الفكري، مبدياً قلقه من عدم تحقيق الأهداف المنشودة.وقال خلال فعاليات ورشة العمل المنعقدة أمس في جدة تحت عنوان «الخطة الإستراتيجية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي»:إن المؤتمرات والندوات التي أقيمت سابقاً لم تحقق الأهداف المنشودة، لاعتبارات عدة، منها أن توصياتها لا تفعّل إما لكونها غير قابلة للتطبيق، أو بسبب تهاون بعض الجهات المعنية في تنفيذها»، مستدركاً القول: «أتوقع لهذه الورشة الخروج بنتائج وأهداف كبيرة، خصوصاً أن محاضراتها والمشاركين فيها يمثلون جهات الاختصاص من الجهات المعنية كافة». في المقابل، أكد وكيل الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة للتطوير الدكتور إبراهيم بن علي العبيد حرص الجامعة على تأصيل الفكر الإسلامي الصحيح في نفوس الشباب، ومحاربة الانحرافات الفكرية بالوسائل المختلفة، مشيراً إلى أن الجامعة تعمل على درس تلك الانحرافات لدى الشباب إستراتيجياً وميدانياً، في خطوة تهدف إلى تحديد أثرها على المجتمع السعودي. وشدد العبيد على أن أهمية هذه الدراسة تتمثل في استثمار طاقات الشباب وقدراتهم وتحصينهم من الانحراف الفكري الهادم، وإنهاء حوادث العنف المرتبطة بالغلو بين الشباب، إضافة إلى تحقيق الأمن الفكري، لا فتاً إلى أهمية حماية هذه الفئة من خلال استحداث برامج شبابية هادفة ومؤثرة، تسهم في قبول الشباب للبرامج والفعاليات التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال وانحسار البواعث المؤدية إلى الغلو والتكفير من جهة والانحراف والتفريط من جهة أخرى. من جانبه، اعتبر خبير الدراسة الدكتور عبدالرحيم المغذوي «الإستراتيجية» جزءاً مهماً من أربعة أجزاء لمشروع الدراسة العلمية التي تشمل في جزئها الأول أبجديات البحث وتعريفاته، والدراسة النظرية في جزئها الثاني، ثم الدراسة الميدانية التي شملت عينات على الشباب من جميع مناطق المملكة، واهتم الجزء الرابع بالخروج بإستراتيجية مقترحة لوقاية الشباب من الانحرافات الفكرية، مشيراً إلى أهمية معرفة متلازمات الفكر الخمس (أصحاب الفكر، محاضن الفكر، أصدقاء الفكر، موجهو الفكر، نتائج الفكر)، مبيناً في الوقت ذاته أن مشروع الدراسة ناقش مئات الأبحاث والكتب التي تناولت الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي أسبابها وكيفية علاجها. وأشار المشرف على الورشة الدكتور عصام الفيلالي إلى أهمية حماية الشباب وتحقيق الأمن الفكري من خلال استحداث وتطوير برامج شبابية هادفة ومؤثرة. وكانت حلقات النقاش في الورشة دارت جميعها في يومها الأول حول تحديد القيم الأساسية، والرسالة والهدف، ثم الرؤية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي. يذكر أن الورشة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، يشارك في مناقشاتها نخبة من العلماء والمختصين من جهات عدة من أعضاء هيئة كبار العلماء، والشؤون الإسلامية، والجامعات السعودية، ووزارة التربية والتعليم، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ووزارة الثقافة والإعلام، وكرسي الأمير نايف للأمن الفكري، ومجلس الشورى السعودي.