«كل شيء ينمو..» عنوان كتاب أصدره أخيرا الدكتور سعود بن صالح المصيبيح، وهو كما جاء على الغلاف تجربة في الحياة الإنسانية. الكتاب يحتوي مجموعة من مقالات تتمحور بين الذكريات والوجدانيات والإنسانيات والقراءات. يقول عبد العزيز الجاسر عن الكتاب: كل شيء ينمو في هذه المقالات رغم التراث والتأسيس عليه والانطلاق منه والنظرة إلى الواقع وتغييره والتطلع إلى المستقبل والحنين إليه، مع هذه الورقات تشعر بكاتب لا يتخلى عن الماضي مدعيا أنه كشف وإضاءة ولا يجلد حاضره وماضيه معه حتى يوسم بالحداثة لكنه معلق القلب بمستقبل أبيض دون إفراط أو تفريط بل بواقعية من تمرس في صنع الأحداث ومعاناتها. في مقال كل شيء ينمو يكتب عبد القادر رضوان «حين يقدر لك أن تبحر بين أمواج من التجارب الإنسانية .. يفيض في صدرك سيل من الأمل أن ترسو سفينتك الفكرية على شواطئ من المعاني التي تختزنها في ذاكرتك ما حييت، انداحت تلكم التداعيات أمامي وأنا أتلقى دعوة أستاذي ومعلمي الدكتور سعود المصيبيح للاطلاع على محتويات كتابه، كل شيء ينمو لأنني اكتشفت أنني سأقف على تلك الشواطئ الفكرية الثرية أنهل منها ما أتوق إلى ضمه إلى منظومة معارفي». بعد ذلك نقرأ للمؤلف اليوم الأول في أمريكا حيث يكتب: «الوجوه غير تقابلك والأجساد المتلاصقة في المطار الضخم لا تعطيك الفرصة لتشغل حيزا أو مسافة لها تلك الأهمية التي تريدها وأنت ضيف ثقيل على هذه البلاد آت لتأخذ منها بعض ومضات من حضارتك العظيمة التي أضاءت لهم الطريق واختصرت لهم الدرب»، عدة مقالات يحملها كتاب (كل شيء ينمو) منها الناقوس، والقرنبع، ومناجاة، ولغة العيون، مدنية الترحيب والإنسانية، والوداع .. إلخ. وتتوزع مقالات كتاب «كل شيء ينمو» بين المقالات الاجتماعية والوجدانية والأدبية وغيرها من المقالات.. كتب المصيبيح في مقال «غافل الهم»: من أجمل ما تغنى به فنان العرب أغنية «غافل الهم» من كلمات الشاعر المتميز أسير الشوق، وهي قصة من المعاناة والإبداع الإنساني الرائع يبدأها بمفاجأة الغفلة للقلب والنزول بالهم بعد استدارة الزمان، حيث أصبح الحبيب والشوق في جهة الضد: غافل الهم قلبي والزمان استدار وشوقي اللي هويته أصبح اليوم ضدي طال ليلي وينه أبيه النهار ضاعت خطاي حتى الدرب عيا يودي. ولم أستمع لهذه الأغنية إلا بصوت محمد عبده والعود ضمن تسجيلاته المتميزة الصادرة بمسمى «على عودي» فكان الأداء فريدا ومتميزا لا تماثله أغنية أخرى. في مقال ابتسامة ضد الظلم تقرأ: ما أجمل أن تقاوم الظلم بابتسامة وما أجمل أن تضع عدوك في دائرة الحائر، هل استطاع أن يوجعك بنشره وتسلطه أو أنك لا تزال قويا متماسكا متفائلا؟ في النهاية لا يصح إلا الصحيح والشر مهما ساد فإنه في طريقه للزوال والاضمحلال، ثم هل ابتسامتك تعني الضعف والتراجع والاستسلام أو أنها تعني الثقة والترفع عن الصغائر واللجوء إلى الله الذي ينصف ويعدل ويعيد الحق إلى نصابه.