أعلن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أمس في باريس تدشين (برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام) الذي سينفذ بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسكو بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، كما افتتح الأمير فيصل ومدير عام منظمة اليونيسكو ارينا بكوفا معرض (عشرون نافذة على العالم) والذي دعت إليه مندوبية المملكة في اليونيسكو بحضور حشد كبير من المثقفين والدبلوماسيين. وأكد الأمير فيصل في كلمته أمام الدورة أمام الدورة (185) للمجلس التنفيذي لليونيسكو أن المملكة عبرت في كل مناسبة عن إيمانها العميق بأهمية أن يسود السلام كل مناطق النزاع، وأن تتم معالجة المشكلات بالحوار الذي يرسخ المبادئ المشتركة بين الأمم والحضارات المختلفة، وتسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام؛ ونزع فتيل النزاعات والمساهمة في تحقيق الأمن والسلام. محاربة التطرف واستطرد وزير التربية والتعليم قائلا «على الصعيد المحلي؛ فعلت ثقافة الحوار على أوسع نطاق، وتم إنشاء مركز متخصص للحوار الوطني، يشارك فيه جميع أطياف المجتمع السعودي. كما أولت المملكة عناية خاصة بتطوير برامج التعليم وإعطاء فرصة للجنسين إضافة إلى محو الأمية وتوفير فرص التدريب والتأهيل للعمل. وانفتحت على مختلف الثقافات، والحضارات، عبر ابتعاث قرابة تسعين ألف طالبة وطالب للدراسة الجامعية في أربع عشرة دولة في القارات الخمس؛ وتدعم حكومة بلادي جهود المحافظة على الترابط الأسري بوصفه الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمع وخط الدفاع الأول ضد انحراف الشباب واستقطابهم من قبل مروجي الأفكار المتطرفة، إضافة إلى اعتماد برامج ومشاريع للنهوض بالمرأة السعودية وتمكينها من المشاركة الفعالة في جميع مجالات الحياة». وأضاف «تواصلت مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، ومبادراته المتنوعة لخير الإنسانية التي كان آخرها الإعلان عن إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية التي ستنشط في مجالات العمل الخيري والإنساني حول العالم». وأعلن الأمير فيصل برنامج الملك عبدالله العالمي للحوار قائلا «وتأكيدا لهذا المسعى الحضاري الإنساني، يسرني أن أعلن باسم المملكة العربية السعودية، وبتفويض من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن إنشاء (برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام) في منظمة اليونيسكو، ودعمه بميزانية، قدرها خمسة ملايين دولار، لخدمة أهداف اليونيسكو في مجال حوار الثقافات». نشر المعرفة وأكد الأمير فيصل مساندة المملكة العربية السعودية، التي كان لها شرف المشاركة في إرساء الدعائم الأولى لليونيسكو، وستظل أحرص ما تكون على تأمين اضطلاع المنظمة بأداء دورها المرجو في تلاشي مسببات الخلاف والفرقة، حتى تعلو كفة أعمال الخير التي تبني ولا تهدم.. التي تنصر المظلوم ولا تخذله.. التي تنشر المعرفة ولا تحتكرها.. والتي تسهم في الحفاظ على البيئة والتراث. القضية الفلسطينية وزاد وزير التربية والتعليم «ستظل القضية الفلسطينية بإشكالاتها ومظلومياتها عائقا كبيرا، لكل مبادرة في العالم العربي لنشر ثقافة السلام والتسامح. وحينما نؤكد على تلك المسلمة التاريخية؛ لا نحمل منظمتنا أكثر مما تتحمل بالانشغال بالصراع السياسي والعسكري، لكننا نناشدها أن تنتصر بصوت عال لدعم الحقوق الأساسية في التعليم والثقافة والتراث الفلسطيني». التراث العالمي وثمن الأمير فيصل قرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة في البرازيل الذي تضمن الدعوة لحماية التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني، وإيفاد بعثة من أجل تقويم حالة تلك المواقع، وقال: «عرض على أنظار المجلس، خلال الدورة السابقة وعدد من الدورات قبلها، عدد من الوثائق التي تشرح ما تتعرض له المواقع الأثرية والثقافية الفلسطينية من اعتداءات، وما زالت مستمرة حتى اليوم، فإننا باسم المملكة، نؤكد مجددا دعمنا للقرارات الخمسة المتعلقة بالمسألة الفلسطينية، والتي تم تأجيلها في دورة المجلس السابقة، ولم تعد قابلة لمزيد من التأجيل في ظل الأوضاع السيئة هناك». اليونيسكو وخلص الأمير فيصل إلى التأكيد على إيمان المملكة الراسخ برسالة اليونيسكو وحرصها البالغ على تطوير آفاق التعاون لتحقيق أهدافها النبيلة وقال «إن ثقتنا كبيرة في قدرة اليونيسكو على مواجهة التحديات، فلنوحد جهودنا تحت مظلتها من أجل استشراف مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ونحن متفائلون بأن تشهد المرحلة المقبلة من عمل المنظمة نشاطا أكثر فاعلية لتحقيق الأهداف المشتركة لنا جميعا تحت لواء المحبة والتكاتف ونشر السلام بين شعوب العالم».
فوز الشربتلي إنجاز يمثل الأصالة .. فيصل بن عبد الله ل «عكاظ» : اليونيسكو ترغب استضافة الفارسة السعودية دلما كشف ل «عكاظ» صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله عن رغبة وإصرار مديرة منظمة اليونيسكو منذ اللقاء الأول في استضافة الفارسة السعودية دلما محسن داخل أروقة المنظمة لكون اليونيسكو تعتبرها تحمل رسالة إنسانية تمثل إنسان المملكة سواء رجلا كان أم امرأة. وأشار الأمير فيصل إلى أن «هذا إنجاز مميز حملته امرأة تمثل الثقافة والموروث السعودي، وليس هناك ما يمنع مشاركة المرأة في المناسبات الخارجية ضمن الأطر المسموح بها». وفي معرض سؤال حول إنجاز الفارس السعودي عبدالله الشربتلي في مجال الفروسية وحصول المملكة على الميدالية الفضية في بطولة العالم المنعقدة في ولاية كنتاكي الأمريكية، أكد الأمير فيصل بن عبد الله أنه «شرف كبير للمملكة ودليل على أننا نعيش إنجازا في عالم الفروسية يمثل بلد الأصالة وعلى رأسها الفارس الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يحمل حب الفروسية في قلبه». واعتبر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله خلال حديث للصحافة أن برنامج عبد الله بن عبد العزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام يحمل ضمن أهدافه الحفاظ على تراث الشعوب، وخصوصا تراث الشعب الفلسطيني، وأكد أنه سيعمل ضمن برامجه على إنشاء مركز للحوار في المملكة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو وسيعنى هذا المركز بالتدريب على الحوار.