بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أوضاع المنطقة والعلاقات الثنائية، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس الإيراني مع خادم الحرمين أمس، بحسب ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية». في باريس، أعلن وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل بن عبدالله في باريس أمس (الثلثاء)، إطلاق «برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام» في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). وقال في كلمة له أمام المؤتمر العام للمجلس التنفيذي للمنظمة إن خادم الحرمين قرر دعم برنامجه العالمي لثقافة الحوار والسلام بموازنة تبلغ خمسة ملايين دولار لخدمة أهداف يونيسكو في مجال حوار الثقافات. وأكد الامير فيصل مساندة بلاده للجهود المبذولة في مجال الإصلاح الإداري للمنظمة، وقال إن السعودية «ستظل أحرص ما تكون على تأمين اضطلاع المنظمة بأداء دورها المرجو في تلاشي مسببات الخلاف والفرقة، حتى تعلو كفة أعمال الخير التي تبني ولا تهدم، وتنصر المظلوم ولا تخذله، وتنشر المعرفة ولا تحتكرها، وتسهم في الحفاظ على البيئة والتراث». وأضاف: «ستظل القضية الفلسطينية بإشكالاتها ومظلومياتها عائقاً كبيراً لكل مبادرة في العالم العربي لنشر ثقافة السلام والتسامح. وحينما نؤكد على تلك المُسلمة التاريخية، لا نحمل منظمتنا أكثر مما تتحمل بالانشغال بالصراع السياسي والعسكري، لكننا نناشدها أن تنتصر بصوت عال لدعم الحقوق الأساسية في التعليم والثقافة والتراث الفلسطيني». وزاد: «وفي الوقت الذي نثمن قرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة في البرازيل، والذي تضمن الدعوة لحماية التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني، وإيفاد بعثة من أجل تقويم حال تلك المواقع، وقد عرض على أنظار المجلس - خلال الدورة السابقة وعدد من الدورات قبلها - عدد من الوثائق التي تشرح ما تتعرض له المواقع الأثرية والثقافية الفلسطينية من اعتداءات، وما زالت مستمرة حتى اليوم». وزاد: «باسم المملكة، نؤكد مجدداً دعمنا للقرارات الخمسة المتعلقة بالمسألة الفلسطينية، والتي تم تأجيلها في دورة المجلس السابقة، ولم تعد قابلة لمزيد من التأجيل في ظل الأَوضاع السيئة هناك». وأوضح الأمير فيصل بن عبدالله أن السعودية عبّرت في كل مناسبة عن «إيمانها العميق بأهمية أن يسود السلام كل مناطق النزاع، وأن تتم معالجة المشكلات بالحوار الذي يرسخ المبادئ المشتركةَ بين الأمم والحضارات المختلفة، والسعي إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام، ونزع فتيل النزاعات والمساهمة في تحقيق الأمن والسلام». وأضاف أن المملكة أولت عناية خاصة بتطوير برامج التعليم، وإعطاء فرصة للجنسين، إضافة إلى محو الأمية، وتوفير فرص التدريب والتأهيل للعمل. وانفتحت على مختلف الثقافات والحضارات، عبر ابتعاث قُرابة 90 ألف طالب وطالبة للدراسة الجامعية في 14 دولة في القارات الخمس». وقال: «تأكيداً لهذا المسعى الحضاري الإنساني، يسرني أن أعلن باسم المملكة العربية السعودية، وبتفويض من خادم الحرمين الشريفين عن إنشاء برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام بمنظمة يونيسكو، ودعمه بموازنة قدرها خمسة ملايين دولار، لخدمة أهداف يونيسكو في مجال حوار الثقافات». ورحبت المديرة العامة ل «يونيسكو» إيرينا بوكوفا بالمبادرة السعودية، وقالت ل «الحياة» أن «التنسيق بدأ بين المنظمة والمملكة لنشر ثقافة الحوار والسلام، وتمّ وضع خطة متكاملة للبرنامج». وشددت بوكوفا على «أهمية الحوار بين الثقافات لتحقيق السلام، والتواصل مع الآخر، وفتح الطريق للحديث عن مشكلات وقضايا المجتمعات مع بعضها البعض للوصول الى نقاط اتفاق مهمة في تبني مبادئ التسامح والسلام».