لا يزال أكثر من 500 متخلف بينهم مسنون وأطفال ونساء يفترشون أنحاء من الشوارع والميادين العامة وأرصفة الجسور في محافظة جدة، منذ فترة زمنية تجاوزت عاما ونصف العام، تدفعهم الحاجة إلى استجداء ما يسد رمقهم من المارة، وذلك بعد أن تخلت عنه سفارات بلادهم، ولم يستطيعوا إنهاء إجراءات عودتهم إلى ديارهم. وكشفت جولة «عكاظ» عن حالة تذمر واستياء من قبل عمال مخالفين ومتخلفين -معظمهم من الجنسية الإندونيسية- يقيمون أسفل جسر الستين جنوبي جدة، ويحمل هؤلاء قنصلية بلادهم مسؤولية التخلي عنهم، والوقوف دون إتمام إجراءات سفرهم والمغادرة إلى بلادهم، ويؤكدوا أن شظف العيش دفعهم إلى محاولة تحصيل قوت يومهم من الأعمال العشوائية ذات الربح المادي السريع، كرفع المعدات إلى المنشآت الحديثة وغسيل المركبات وحتى التسول. كما رصدت الجولة أمهات أنجبن أطفالهن وسط بيئة ملوثة ودون رعاية صحية، الأمر الذي يعرضهن وأطفالهن للخطر، وطالبن الجهات ذات العلاقة بتسريع وتيرة العمل لحل قضاياهن وترحيلهن إلى بلادهن خوفا من طول مدة البقاء وزيادة تردي أوضاعهن. وفيما لم يتسن ل «عكاظ» الحصول على تعليق من السفارة الإندونيسية في جدة، أفاد مشرف مدينة حجاج البحر بدر الهذلي أن اجتماعات متواصلة بين المدينة والجهات ذات العلاقة لإبرام اتفاقيات إيواء للمتخلفين، وإجلائهم من أسفل الجسور إلى المدينة، كإجراء مؤقت يضمن بقاءهم في بيئة أكثر ملاءمة، واقتداء بسفارات وقنصليات دول مثل الفلبين، مصر، السودان، وسيريلانكا، التي أبرمت اتفاقيات لإيواء رعايها في المدينة إلى حين إنهاء إجراءات ترحيلهم، لافتا إلى أنه «حتى اللحظة لم توقع الاتفاقية من قبل القنصلية الإندونيسية منذ عرضها عليهم قبل أكثر من شهر». وفي شأن آخر، أفاد مدير مكتب مكافحة التسول في محافظة جدة سعد الشهراني، أن حملات أمنية مشتركة كشفت عن وجود أشخاص من جنسيات أجنبية مختلفة يعملون في التسول، وأن ما نسبته 98 في المائة منهم يرتدون خلال تسولهم عباءات نسائية وزيا سعوديا، مشيرا إلى أن التسول مخالفة «يجب القبض على صاحبها من قبل الجهات الأمنية كافة أيا كان، وفق ما نص عليه النظام». من جهته، ذكر المتحدث الأمني في شرطة محافظة جدة الملازم نواف البوق، أن دور الشرطة ينحصر في توفير أعلى درجات الأمن لردع الشغب، ومباشرة الحالات المسجلة في مواقع تجمع العمالة المخالفة، مشيرا إلى أن الجرائم المنتشرة بينهم، تنوعت بين تحرش جنسي، والسرقة والسلب، والمشاجرات في ما بينهم أو مع أطراف أخرى، مضيفا أن «التسول يصنف كمخالفة من ضمن المخالفات التي تحذر منها إمارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة، التي وجهت بالقبض على من يمتهنها في حملات أمنية يومية».