يشهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم افتتاح الملتقى الثقافي الثالث لنادي مكة الأدبي والذي يحمل اسم «المثقافة الإبداعية ائتلاف لا اختلاف» في قاعدة ماربيا في مكةالمكرمة. وتم اختيار الدكتور حسن باجودة وعابد خزندار لتكريمهما في حفل الافتتاح لما قدماه للأدب والثقافة طيلة العقود الماضية، وتبدأ الجلسات العلمية للملتقى مساء السبت وتنتهي مساء الأحد من اليوم التالي في فندق «إيلاف المشاعر» في أجياد المصافي، وسيشارك في الملتقى 18 باحثا في تقديم أوراقهم عن هذا الموضوع، من خلال سبع جلسات يعلن في نهايتها البيان الختامي، وانقسمت البحوث المشاركة لخمسة أنثوية و13 بحثا ذكوريا. ونوه رئيس مجلس إدارة النادي رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور سهيل بن حسن قاضي بأهمية هذا الملتقى، مشيرا إلى أن تشريف الأمير خالد الفيصل يؤكد أهمية موضوع الملتقى، والنتائج المرجوة منه، مبينا أن البحوث التي شاركت في الملتقى اختيرت بعناية لضمان خروج الملتقى بنتائج فعالة وأكثر ثراء وإيجابية للساحة الثقافية في المملكة، مفيدا أن هذا الملتقى جزء من رسالة النادي في دعم الحراك الثقافي في المشهد المحلي واستقطاب الأسماء البحثية الفاعلة لتقديم إضافة في مجالات المثاقفة. من جانبه، أوضح أمين عام اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور محمد مريسي الحارثي في حوار مع «عكاظ» أن الملتقى هو امتداد لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجال الحوار مع الآخر والترجمة، مشيرا إلى أنه لا يتم التواصل مع الآخر إلا بمثاقفة واعية تترجم من الطرفين وهنا التفاصيل: • ماذا يعني لك رعاية الأمير خالد الفيصل للملتقى الثقافي الثالث لنادي مكة؟ الأمير خالد الفيصل قائد إداري ناجح وقائد إبداعي وعملي وفنان وشاعر، فهو مجموع هذه التشكيلات المعرفية، وعندما يرعى مثل هذا المشروع يزيد الملتقى دفعة أكبر ويسهم في إيصال رسالة الملتقى بشكل أكبر وعبر قنوات أكثر، كما أن الأمير خالد الفيصل يعيش مناسبات عديدة أهمها اليوم الوطني وسوق عكاظ وهذا الملتقى الثقافي في مكة، مما يعطي لمنطقة مكة وهجا ثقافيا كبيرا يليق بمكانة منطقة مكةالمكرمة، وعندما يرعاها الأمير خالد الفيصل فإنه يدعمها للسير بشكل أكثر علمية وتوسعا. • لماذا تم اختيار عنوان «المثقافة الإبداعية ائتلاف لا اختلاف» كموضوع للملتقى؟! الذي دفعنا لاختيار هذا الموضوع هو المشهد الثقافي المحلي والعالمي وهذه التقاطعات بين المشتركات في الفنون والآداب وتأثر الأدب بهذا الحراك الثقافي خصوصا في مطلع عصر النهضة وحتى الآن، إضافة إلى أننا اخترنا هذا الموضوع بالتحديد لكشف مدى استفادة الأدب العربي من الآخر والعكس، ولم نحصر هذا الموضوع على العصر الحديث وإنما ركزنا عليه بشكل أكبر وأعطينا جزئية في محاور الموضوع للعصور الأخرى لأن هناك صورا من المثاقفة الإبداعية في العصور المختلفة. • ما حجم الإقبال على المشاركة في الملتقى؟ حجم الإقبال على المشاركة لا بأس به حيث وصلت الرغبات لحوالى 34، حيث وصلت هذه الرغبات وتم إخضاعها للجنة التحكيم المكونة من نخبة من الأكاديميين والمثقفين من أعضاء النادي وغيرهم وتم دراسة الملخصات المقدمة ومقارنتها بالشروط الموضوعة والمحاور المطروحة ومدى انطباق الشروط عليها، حيث تم استبعاد ثماني مشاركات لعدم التزامها بمعايير وضوابط الملتقى، وتم الإرسال ل24 مشاركا بقبول بحوثهم لكننا فوجئنا بأن من أرسل للمشاركة 18 باحثا من أصل 24 باحثا، أما البقية فلم يرسلوا بحوثهم ربما لظروف خاصة لكننا أعلمنا الجميع بقبول بحوثهم وقد تأخر البعض في تسليم بحثه مما جعلهم خارج إطار المشاركين في الملتقى، وقد حددنا محاور الملتقى في خمس نقاط هي مفهوم المثاقفة، ومسالك المثاقفة، وصور من المثاقفة التراثية، وصور من الحداثة، وأدبنا العربي في المشهد الثقافي العالمي. قلة المشاركين • يلاحظ قلة في عدد المشاركين من الباحثين في مكةالمكرمة؟ نحن لم نقصر أبدا والدعوات أرسلت لجميع الأندية والجامعات ووزارات الإعلام والتربية والتعليم والتعليم العالي وكذلك الأفراد المستقلين من الأدباء والمثقفين والباحثين، فنحن لم نترك جهة لها علاقة بموضوعنا إلا وأرسلنا لها، فمسؤولية التقصير ليست منا وإنما من الناس الذين أحجموا عن المشاركة لأسباب لا أعلمها، فالمشاركون من جميع أنحاء المملكة ونحن لسنا مسؤولين عن ارتفاع المشاركة في مدينة معينة وانخفاضها في مدينة أخرى. • المشاركة النسائية ضعيفة؟ هذا الكلام ليس صحيحا فالمشاركة النسائية أكثر من جدية وتشكل قرابة الربع من المشاركين، فهناك خمس باحثات مشاركات في الملتقى إضافة لأن هناك جلسات ستدار بواسطة العنصر النسائي، والنادي يعطي المرأة الحق في المشاركة الفعالة في جميع مناشطه ومن ذلك ملتقياته الثقافية الثلاثة. • كيف ستتم الاستفادة من البحوث المشاركة؟ سيتم طباعة هذه البحوث في كتاب واحد كما فعلنا ببحوث الملتقى الأول عن الخطاب الثقافي والملتقى الثاني عن ثقافة الطفل ومتغيرات العصر، ونحن حريصون على توثيق البحوث ليستفيد منها جميع الباحثين داخل وخارج المملكة. تفعيل التوصيات • ما مصير التوصيات التي ستخرج خصوصا أن البعض يصفها أنها ستكون مجرد حبر على ورق؟ نحن حريصون على اختيار توصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لذا فإننا لا نجنح في اختيار التوصيات للبحث عن توصيات إنشائية صعبة التنفيذ، لكن نبحث عن توصيات يسهل تطبيقها ونحن نزود الجهات المهتمة بالتوصيات لتطبيقيها مثل منابر الترجمة، أيضا ليستفيد منها الآخرون لأن مثل هذه الملتقيات تساهم في تعميق التنمية في استقبال الآخر وتعميق القبول والتفاعل مع الآخر، فالقضية ليست مجرد توصيات بل تميل للناحية الإبداعية وهناك جهود خادم الحرمين الشريفين في الترجمة وفي الحوار مع الآخر، ومثل هذه الملتقيات تسير على نهج خادم الحرمين في التواصل مع الآخر ثقافيا وعلميا وهذا لا يتم إلا بمثقافة واعية تترجم من الطرفين. • هل سيشارك في الملتقى باحثون من جامعات خارج المملكة؟ نحن ركزنا على مشاركات جميع الباحثين بمختلف الجنسيات من جميع مناطق المملكة وبالتالي فهو ملتقى عربي باختلاف الجنسيات المشاركة فيه. • وهل تنوون التوسع في المشاركة في الملتقيات المقبلة؟ نحن في نادي مكة منذ وضعنا الخطة الاستراتيجية عند تشكيل مجلس إدارة النادي كان من ضمن أولوياتنا أن يقوم النادي في بحث انساق الخطاب الثقافي العربي وأي موضوع يصب في هذه الدائرة سيهتم به سواء في ملتقيات أو ندوات أو جلسات، والنادي يعمل على تطبيقه بمسؤولية.