رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أمس بمكةالمكرمة الملتقى الثقافي الثالث الذي ينظمه النادي الأدبي بمكةالمكرمة تحت عنوان " المثاقفة الإبداعية: ائتلاف .. لا اختلاف " ويستمر يومين . وكان في استقبال سمو لدى وصوله مقر الحفل معالي رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور سهيل قاضي وأعضاء مجلس إدارة النادي وعدد من المسئولين. إثر ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم ، ثم ألقى معالي الدكتور سهيل بن حسن قاضي كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته هذا الملتقى الثقافي الذي يأتي ضمن الأنشطة الثقافية المختلفة التي يقيمها النادي لدعم الحركة الثقافية والأدبية بأم القرى. وقال الدكتور قاضي : تغمرني وزملائي أعضاء النادي الفرحة والسرور ونحن نلتقي جميعا على ثرى هذه الأرض المباركة التي اختارها الله جلت قدرته منذ الأزل لتكون مهوى الأفئدة ومستقبل القلوب وقبلة الوجوه وأول الحرمين وأول بيت وضعه للناس في الأرض وجعلها مولد رسوله الكريم ومبتدأ البعثة والرسالة واختصها الله تعالى لتكون موطن خير البشر وسيد البشر وجعل فيها من الفضائل والمكارم ما لا يوجد في غيرها ". وأضاف أنّ الله شرّف مكةالمكرمة و هي العاصمة الأبدية للثقافة الإسلامية . وأردف الدكتور قاضي يقول: إنه قبل أكثر من ستين عاما كانت هناك الوفود من طلابنا يبتعثون للدراسة في أرجاء المعمورة ويصلنا منهم وفود أخرى لينهلوا من مناهل العلم ولازالت هذه الجسور ممتدة وقد نمت وترعرعت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حتى اقتربت من مئة ألف طالب وطالبة يقابلها أعداد من الوافدين بغرض الدراسة أو العمل في مختلف المجالات. وأكد رئيس نادي مكة الأدبي أن المثاقفة لا تعني بأي حال من الأحوال التبعية وطمس الآخر وإنما هي مبنية أصلا على عدد من المبادئ وأهمها كما يرى كثير من الباحثين الاحترام والتسامح والاعتراف بخصوصية الآخر ونديته لهذا فهي تختلف اختلافا جذريا عن ما يعرف بالغزو الفكري أو الثقافي. وأوضح الدكتور سهيل قاضي أن دعوة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لحوارأتباع الأديان والحضارات وإنشائه جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة وما تبعها في هذا الشأن من مؤتمرات ولقاءات وخطوات تأتي لتفتح أمامنا مع الآخر المزيد من النوافذ والأبواب في عالم لا يقبل الانغلاق على الذات وقال في هذا السياق : يأتي ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي ليلقي الأضواء على جوانب الالتقاء في الإبداع الإنساني الذي لا يقتصر على أفراد دون آخرين وعلى أمة دون أخرى وأننا عندما نتثاقف مع غيرنا فإننا نطل على عوالم جديدة نجسر معها العلاقات ونحقق المزيد من الإبداعات. وأفاد أن ثمانية عشر باحثا وباحثة سيلتقون في الملتقى ليحددوا ملامح المثاقفة الإبداعية ويبينوا ما في ائتلافها من مكاسب ايجابية. عقب ذلك شاهد الحضور فلما تسجيليا عن مسيرة النادي منذ إنشائه عام 1395ه وحتى الآن. ثم ألقيت كلمة الباحثين والباحثات ألقاها نيابة عنهم الدكتور محمد خضر عريف عبروا فيها عن الملتقى عن الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته هذا الملتقى كما شكروا رئيس نادي مكة الأدبي وأعضاءه على ما بذلوه من جهود من أجل إنجاح هذا الملتقى. وقالوا : لقد وفق الله أميرنا المحبوب وكتب له النجاح في مشروعاته الثقافية كما كلله بالتوفيق في مشروعاته العمرانية والتطويرية في منطقة مكةالمكرمة التي أصبحت ملء السمع والبصر بدعم وتوجيه من قائد هذه الأمة وإمامها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. وبيّنوا أن الملتقى يأتي ضمن هذه المشروعات المباركة التي يرعاها سموه ويدعمها ويباركها سائلين الله أن يكون الجميع على قدر هذه المسؤولية. وأوضحوا أن الملتقى الفكري يعقد حول " المثاقفة الإبداعية: ائتلاف .. لا اختلاف " بجوار الكعبة المشرفة التي تعدّ أول وأعظم مهد لائتلاف الثقافات ونبذ اختلافاتها قبل الإسلام وبعده فهي مهوى أفئدة الناس على اختلاف ثقافاتهم وأفكارهم وستبقى كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وقالوا " لقد أحسن نادي مكة الأدبي اختيار موضوع هذا الملتقى كما أحسن النادي اختيار المشاركين فيه من مختلف مناطق المملكة ومن سائر مؤسساتها الأكاديمية والثقافية ليشكلوا تظاهرة فكرية ثقافية علمية ويناقشوا قضايا المثاقفة ويخلصوا إلى نتائج وتوصيات تضيف إلى المكتبة العربية هذا الموضوع الحيوي الكبير ". ثم ألقى أمين عام اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور محمد بن مريسي الحارثي كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته لهذا الملتقى ودعمه الكبير للنادي والنشاطات الأدبية التي يقوم بها ، كما شكر المكرمين على الجهود الكبيرة التي بذلوها طوال مسيرتهم الأدبية وعلى ما قدموه من تراث أدبي أسهم في تطور الحركة الأدبية في المملكة. إثر ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة عبّر فيها عن شكره الجزيل لنادي مكة على جهوده التي يبذلها في سبيل الارتقاء بمستوى المثقف والثقافة في هذا البلد الكريم ، كما شكر الحضور على المشاركة في هذه المناسبة. وأكد سموه أن للثقافة دورا كبيرا في استراتيجية منطقة مكةالمكرمة للعشر سنوات القادمة لأنها هي الأساس في بناء الإنسان الذي هو أحد أهم بنود الاستراتيجية. وقال سموه : " هناك ملحوظة لاحظتها وأنا أدخل هذه القاعة للمرة الثانية وهي اسم القاعة قاعة ماربيا نحن في قبلة المسلمين وأقدس بقعة للإنسان المسلم ومهبط الوحي ونحن في المكان الذي نزلت فيه أول كلمة في القرآن وهي اقرأ أي بحروف عربية نحن في مهد ولادة آخر الرسل والأنبياء وهو عربي كيف نقبل لأماكننا ومؤسساتنا ومبانينا وشوارعنا أن تتوهج بكلمات وبحروف وبأسماء أعجمية لهذا فإنني أطلب ليس تغيير الاسم في هذه القاعة فقط وإنما في مدن هذه المنطقة جميعها ومن الآن أطالب المحافظين ورؤساء المراكز وأمناء المدن ورؤساء البلديات أن يبدؤوا في تغيير اللوحات في شوارع هذه المنطقة بأجمعها في مدنها في محافظاتها وقراها وأن تكون الأسماء كلها عربية وإذا كان ولا بد أن يكتب الاسم بحروف غير عربية فليكن ذلك بحروف أصغر من الحروف العربية وتحتها ولا تكون فوقها وأخيرا سوف أعطي مهلة ستة أشهر فقط ولكن سوف أحاسب المسئولين جميعهم سواء كانوا في الإمارة أو المحافظات أو المراكز في الأمانات أو في البلديات أو في فروع وزارة التجارة ". عقب ذلك تسلم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة هدية تذكارية من رئيس النادي بهذه المناسبة ثم سلّم سموه الدروع والشهادات التذكارية للمكرمين وهما الدكتور حسن محمد باجودة أستاذ الأدب بجامعة أم القرى والأستاذ عابد محمد علي خزندار الأديب والناقد . ثم بدأت أولى جلسات الملتقى حيث قدم الدكتور محمد خضر عريف بحثا بعنوان (بعض الطروحات اللسانية لتيار الحداثة والرد عليها) وقدم الدكتور محمد عبدالحكيم عبدالباقي بحثا بعنوان (المثاقفة والصراع مع الآخر) والدكتور صابرإسماعيل بدوي بحثا بعنوان (المثاقفة العربية وتأثيرها الحضاري في أوروبا إبان قيام دولة الإسلام بالأندلس) والأستاذة عائشة صالح الشمري بحثا بعنوان ( المثاقفة والغزو الفكري) وقد أدار الجلسة الدكتور حامد بن صالح الربيعي. أما الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة هيفاء عثمان فدا فقد ناقشت موضوع (رحلة النبض العربي إلى الغرب) المقدّم من الدكتورة مريم محمد البغدادي( والمثاقفة الفكرية الأدبية بين الأدب العربي والأدب الأردي) من الدكتور عبدالله مبشر الطرازي (ومسالك المثاقفة بين الائتلاف والمخالفة) المقدم من الدكتورة هنادي محمد بحيري.