نحتفل بمرور 25 عاما على الرحلة التاريخية للمكوك «ديسكفري» عندما كان من أعضاء فريقه رائد الفضاء العربي المسلم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمير سلطان فتح باب الفضاء أمام العرب وأثبت للعالم أن طموح السعودي الشاب لا يعرف حدودا. رحلة مثل تلك التي شارك فيها الأمير أضافت إنجازات علمية مسجلة ولم تكن مجاملة لشخص الأمير أو لدولته أو لأسرته ولا مجال للمجاملة في مهمة علمية لا تقبل الخطأ. التقيت الأمير سلطان قبل 7 سنوات في مقابلة صحافية مطولة تحدثت فيها مع سموه عن كل شيء يخص الرحلة التاريخية ومهماته على متن المكوك وكانت وظيفته «إختصاصي الحمولة» وتكلم بحب عن المهمة وروح الفريق والرحلة التي أخذته إلى النجوم حسيا ومعنويا، لم يعد سلطان بن سلمان شخصية لها احترامها السعودي باعتباره من الحاذقين والمبدعين فحسب وإنما نال شهرة عالمية وشعر العرب أن إنجازا سعوديا عظيما أضاف لهم الشيء الكثير في السيرة العلمية العربية. سلطان بن سلمان الذي احتفت فيه البلاد بطولها وعرضها واستقبله في المطار آنذاك الملك وكبار المسؤولين، لم يتوقف عند الإنجاز ويشعر بالكبر والغرور بل عمل واجتهد في المجال الاجتماعي وكان حاضرا ومؤثرا في كثير من المناشط الإنسانية والثقافية، ووظف مواهبه وعلومه لخدمة وطنه إلى أن حصل على الثقة الملكية بتعيينه مسؤولا أول عن قطاع السياحة في البلاد، وبقي الإنجاز حليفه والتميز سمة لا تفارق أعماله. السؤال لماذا لم يدخل من باب سلطان بن سلمان الفضائي أحد بعده؟ هل هو خطأ التعليم أم انعدام الطموح والرغبة في اكتشاف المجاهيل؟ وأين نحن في مجال الفضاء والطيران؟ ألسنا أصحاب ريادة وسبق على المستوى الإسلامي على الأقل؟ أسئلة تنتظر إجابات جهات البحث العلمي لدينا. واقترح أن يكون يوم انطلاق رحلة سلطان بن سلمان يوما سعوديا بحثيا للفضاء والطيران تنظمه إحدى المؤسسات العلمية. الأمير الذي وعدني آنذاك بأن يؤلف كتابا يفصل فيه أحداث الرحلة بلغات مختلفة أدهشني بحماسته وبأنه مستعد لتكرار تجربة ركوب الفضاء، كما علمت أن العناية الربانية حمته من أن يكون ضمن فريق مكوك «تشالنجر» المنكوب تفاصيل شيقة عن أحداث وتحديات صادفته هو والفريق العلمي المشارك معه في أبحاث علمية تتعلق بالرحلة كذلك روح المنافسة الجميلة بينه وبين الرائد الرديف عبدالمحسن البسام.. ننتظر الكتاب يا أمير الفضاء. [email protected]