كتبت في هذه الزاوية صباح يوم السبت الماضي 23/10/1431ه مقالا تحت عنوان: «تشهد يا رجل» انتقدت فيه ما يحصل من تجمهر فاضح حول ضحايا حوادث السيارات، وما يقوم به بعض المتجمهرين من تصرف غير أخلاقي وغير إنساني حينما يخرجون جولاتهم المزودة بكاميرا لتصوير الضحايا وهم بين الحياة والموت!، مقترحا عقاب كل من يتجمهر أو يصور حادثا؛ لأن ذلك يؤدي إلى عرقلة إسعاف المصابين وإخلاء القتلى، ويمثل عملا وسلوكا في منتهى القبح والسفالة!، فقرأ ما كتبته سعادة مدير مرور محافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني، فاتصل بي هاتفيا مؤكدا على صحة ما لاحظته أو وصلني من ملاحظات حول تلك التصرفات الرعناء، وأنه قد عمد رجال المرور منذ أربعة شهور بتوقيع الجزاء المروري بحده الأعلى على المتجمهرين، وأن في نظام المرور ما يسمح بإيقاع تلك الجزاءات؛ لأن الوقوف الخاطئ يعتبر مخالفة مرورية في حد ذاته، فكيف إذا كان ذلك الوقوف خاطئا وخطرا ويمكن أن يؤدي إلى حادث أكبر وأشنع من الحادث الذي وقف حوله المتجمهرون، وكيف غدا صاحب التجمهر عرقلة لعمليات الإنقاذ ومهام رجال الحوادث المرورية، ويذكر سعادته على سبيل المثال أن بعض أصحاب السيارات يكون في الخط النازل إلى جدة والحادث في الخط الطالع، فيركن سيارته على يمين الخط النازل، ويقطع راجلا الخط السريع لأنه يريد أن يسبق غيره في تسجيل لحظة تسليم الضحايا لأرواحهم، أو تسجيل آلامهم ودمائهم النازفة من جراحهم، فيكون ذلك المتهور ضحية إحدى السيارات العابرة للخط النازل، فيهرول إليه أمثاله ليصوروه بجوالاتهم وأنفاسه تتحشرج؟!، وقد يؤدي تكدس السيارات والتجمهر حول حادث فيه مصابون أو تلفيات فقط إلى حادث أكبر سببه ضيق الطريق وتفاجؤ السائقين الآخرين بالحادث والتكدس والتجمهر حوله، فيصبح الحادث الصغير حادثا أكبر وعدد الضحايا أكثر! وإنني إذ أشكر لسعادة العميد القحطاني توضيحه وحماسه الإيجابي لفكرة معاقبة المتجمهرين بما هو موجود في النظام المروري من جزاءات، وإن احتاج الأمر إلى تشديد هذه العقوبات لردع الظالمين لأنفسهم ولغيرهم، فإن في ذلك مصلحة عامة، آملا أن تطبق عقوبات المتجمهرين في جميع أنحاء المملكة.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة