وفي كتاب (رحالة في ديوان الملك عبد العزيز آل سعود) يوضح مؤلفه الأستاذ الكبير أحمد محمد محمود في ما كتبه (بين يدي الكتاب) الحقائق التالية: شغل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، الكتاب والمؤرخين والرحالة في حياته، لضخامة التأثير الذي كان هو محوره في أوائل القرن العشرين، عندما حقق واحدا من أهم المنجزات في التاريخ العربي والإسلامي الحديث، بتوحيده دويلات الجزيرة العربية في كيان واحد، يحمل اليوم اسم (المملكة العربية السعودية) واشترك في هذا الانشغال والاهتمام، قديما وحديثا، حكام، وكتاب، ومفكرون، ودبلوماسيون، ورحالة من عرب ومسلمين وأجانب، وكلهم مجمعون على عبقرية الملك عبد العزيز، وضخامة الإنجاز الذي حققه، وسط الصعوبات التي أحاطت بجهوده، محليا وإقليميا ودوليا. فهذا المستشرق الإنجليزي (دافيد جورج هوجارث) في كتابه: التغلغل داخل الجزيرة العربية، يصف محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، بأنه ذو مواهب متعددة، وطاقة كبيرة، وجذور في الأصالة الاجتماعية عريق، قام على تطبيق شرع الله، لا تغريه عن الحيدة عنه مغريات المادة أو الجاه». وهذا (رينو) مبعوث المقيم البريطاني بالبصرة، إلى الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عام 1799ه يصفه «بأنه صقر جموح، دانت له الجزيرة العربية كلها عام 1804ه» وقد انزعجت أوروبا المسيحية من هذا النجاح السعودي الذي سيؤثر عليها حتما -كما يقول (هوجارث)- فبدأت تجمع المعلومات عن هذه القوة المتنامية، من خلال جواسيس انتحلوا الإسلام، ودخلوا ميدان السيادة السعودية، وكما نقلوا من إيجابيات هذه الدولة الفتية، نقل آخرون تهم خصومها لها. وهذا هو المؤرخ المصري المعروف عبد الرحمن الجبرتي، فيما نقل عنه صاحب رحلة (مرآة الحرمين: اللواء إبراهيم رفعت باشا) يفند التهم التي نسبت للسعوديين عندما دخلوا المدينةالمنورة، وأنهم أخذوا ما في الحجرة النبوية الشريفة من كنوز، فيعدد منجزاتهم، لما ضموا الحجاز إلى نفوذهم بإبطال المنكرات والبدع التي لا أصل لها في الدين، وإبطال المكوس ومصادرات أموال الناس، حيث كان الشخص يفاجأ بأحد أعوان شريف مكة يطلب منه إخلاء داره لحاجة الشريف إليها، فما يجد حيلة إلا الطاعة، وكان من ترتيبات السعوديين في الدولة الأولى، أن أمنت الطرق بين مكةوالمدينة والطائف ورخصت الأسعار. ومما يلفت النظر: هذا القاسم المشترك في نظرة هؤلاء الرحالة لقادة الدولة السعودية في مختلف أطوارها، وقد اخترنا عددا من الكتاب والرحالة، وأقوال عدد من المشاهير الغربيين خاصة، فنراهم أجمعوا -وبنفس التقدير الذي حظي به أسلافه- أجمعوا على مكانة الملك عبد العزيز في التاريخ، وأعلوا من عبقريته وحنكته ومكانته كرجل دولة، يحقق ما يريد بالأساليب الدبلوماسية حينا، وبالقوة حينا، وبالمساومات حينا آخر. ثم يختتم الأستاذ أحمد بقوله: «ليس لي في هذا الكتاب من دور سوى قراءة هذه الرحلات وتقديمها بأقصى ما أستطيع من أمانة، وقد حرصت على أن أنقل حرفيا من أقوال هؤلاء الرحالة، ممن التقوا بأسلاف الملك عبد العزيز، والتقوا به على مدى سنوات حكمه، وتحادثوا وتحاوروا، واستمعوا ونقلوا». شكرا لأخي الأستاذ أحمد محمد محمود على ما بذل من جهد لإصدار هذا الكتاب وتحية له على إهدائه. آية: يقول الحق في سورة النحل: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم». وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة». شعر نابض: من شعر صفي الدين الحلي: لا يحسن الحلم إلا في مواضعه ولا يليق الوفا إلا لمن شكرا فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة