أبدى عدد كبير من المرضى استغرابهم من تكرار إصابتهم بفيروس الانفلونزا الموسمية رغم تحصينهم ضد المرض، لافتين ل «عكاظ» أن مفعول اللقاح لم يستمر أكثر من شهرين وهو ما يثير جدلا حول أهمية ومفعول اللقاح ضد الانفلونزا الموسمية. أما الأطباء فأكدوا أن هناك 80 سلالة من فيروس الانفلونزا الموسمية قادرة على التحور الجيني وعدم إعطاء الحماية الكاملة من المرض. سلالات قوية ورأى استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد زهران، أن أهم سمة يتميز بها فيروس الانفلونزا الموسمية هي التغير في سلالاته وتحوره بشكل دائم، حيث إن سلالاته تتغير في كل عام بشكل مختلف وجذري، وهذا ماجعل التطعيم لا يعطي الحماية الكاملة 100 في المائة، لأن الشخص قد يتعرض لسلالة قوية ومختلفة في الوقت الذي سبق له التطعيم ضد سلالة منتشرة، كما أن جهاز مناعة الجسم لا يستطيع أن يتطور مع هذه التغيرات في الفيروسات المتسببة بالانفلونزا، وهو ما يجعل من السهل تكرار إصابة الفرد كل عام بأنواع جديدة منه. وأضاف «التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية مهم، خصوصا لكبار السن الذين ينصحون دائما بأخذ اللقاح، لأن مضاعفات الانفلونزا تكون لديهم أكثر من غيرهم وأيضا الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة ومرضى الجيوب الأنفية منعا لتعرضهم للالتهابات المتكررة والحوامل». وأشار الدكتور زهران إلى أن أفضل وسيلة للوقاية من الانفلونزا هي التطعيم سنويا، وبما أن الفيروس الذي يسبب الانفلونزا يتغير كل سنة، فالتطعيم أيضا يتغير كل سنة للحماية من جميع الأنواع المتوقعة من الأنفلونزا، لذلك من الضروري أخذ التطعيم كل سنة. زهران أكد أن الانفلونزا الموسمية تنتشر بسهولة، فعندما يسعل المصاب يقوم بإفراز الرذاذ الحامل للعدوى في الهواء وتعريض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوثة به، وللوقاية ولمنع انتشار العدوى يجب على المرضى استخدام المناديل عند السعال وغسل الأيدي بانتظام. المناطق الباردة ويتفق استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور طارق عاشور مع الرأي السابق، فيقول: تشتهر الدول الأوروبية وأمريكا وكندا بانتشار أوسع لفيروس الانفلونزا الموسمية لتميز هذه المناطق بالبرودة، وهو ما يستدعي ضرورة أخذ اللقاح عند السفر للمناطق الباردة جدا، حيث ينشط الفيروس وينتشر بكل سهولة من الأشخاص المصابين إلى الأصحاء. وأشار الدكتور عاشور إلى أن الأجواء لدينا متقلبة، وبالتالي فإن التطعيم قد يكون محصورا وسط كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة وخصوصا الذين أجريت لهم عمليات جراحية، حيث تنخفض المناعة لديهم، وبالتالي فإن إصابتهم بعدوى الانفلونزا يسبب انعكاسات سلبية على صحتهم وعلى حالتهم النفسية.وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الرجال والنساء يصابون بفيروس الانفلونزا مرتين في السنة، وهو أمر طبيعي لا يستدعي التطعيم، أما الأشخاص الذين تكون لديهم قابلية الإصابة أكبر يتعرضون للفيروس كل شهر أو شهرين وهذه الفئة ينصحون بأخذ اللقاح كل عام. عاشور أكد أن هناك 80 سلالة من فيروس الانفلونزا الموسمية قادرة على التحور الجيني وعدم إعطاء الحماية الكاملة من المرض.