تعد الإنفلونزا احد الأمراض الوبائية الخطيرة سريعة الانتشار. فمن حين لآخر، تصبح الإنفلونزا وباءً عالميا. وتكتسح كل أنحاء العالم. وقد سجلت أكثر الوبائيات خطورة في شتاء 8191/9191 عندما لقي أكثر من 02 مليوناً من الناس حتفهم بسببها. ويرجع انتشار الإنفلونزا على مستوى العالم إلى ظهور سلالات انيجينية جديدة فيروس الإنفلونزا كل عام. وتنتشر الإنفلونزا غالبا ما بين مايو ويونيه في نصف الكرة الارضية الجنوبي وما بين مارس وابريل في النصف الشمالي. ينتقل فيروس الإنفلونزا عن طريق استنشاق الافرازات التنفسية من شخص مصاب، وتدوم فترة الحضانة مابين 81و27 ساعة. والأعراض هي: الحمى والتعب والصداع والآلام العامة سيلان في الأنف وعطاس جاف وألم في الحنجرة. ويبلغ المرض ذروته عادة بعد ثلاثه أيام من بداية الأعراض ثم يبدأ التحسن تدريجيا وقد يستمر السعال وانحطاط القوى العام لأسبوع أو أسبوعين قبل الشفاء التام. وقد يحدث في نسبة صغيرة من الحالات أن تتطور الاصابة الحادة إلى التهاب رئوي شديد. وتسبب مضاعفات الإنفلونزا ما يقدر بألفي حالة وفاة سنويا في المملكة ومعظمهم من كبار السن. وينصح عند الاصابة بالإنفلونزا بالراحة والإكثار من تناول السوائل الدافئة وبما انه لايوجد علاج ناجح للإنفلونزا حتى الآن فإن الوقاية خير من العلاج ولذا ننصح الجميع بتجنب الأماكن المزدحمة وسيئة التهوية والإكثار من أكل الفواكه والخضروات الطازجة وكذلك بأخذ لقاح الإنفلونزا الذي يحتوي على ثلاثة مكونات من أنواع فيروس الإنفلونزا- فصيلة (أ) وفصيلة (ب) بنوعيها. ويعطي هذا اللقاح سنويا. ويوجد اللقاح على شكل حقن جاهزة للاستعمال لمرة واحدة فقط ويعطى للكبار في عضلة الكتف وللصغار في عضلة الفخذ وتبدأ فعاليته خلال أسبوعين من تناول الجرعة وتمتد إلى مايقارب السنة ويحمي بإذن الله من عدوى الإنفلونزا بنسبة تصل إلى 09٪ ولذا فإن البعض ممن اخذ اللقاح قد يصاب بالإنفلونزا ولكن الإصابة تكون عادة خفيفة. وأفضل وقت لأخذ اللقاح هو في الخريف وذلك حتى تكون المناعة جاهزة للتصدي للعدوى أي في شهر أكتوبرأو نوفمبر من كل سنة وينصح من لم يأخذ اللقاح في الوقت المناسب أن يأخذه متى تهيأت الفرصة لذلك لأن موسم الإنفلونزا يستمر في المملكة إلى ما بعد فترة الحج وحتى نهاية شهر مارس. وبالنسبة للقاح الإنفلونزا لا يسبب هذا اللقاح الإنفلونزا لأن الفيروس يقضى عليه حين إعداد اللقاح وهناك بعض الآثار الجانبية للقاح قد تستمر ليوم أو يومين نذكر منها: ألم موضعي بسيط وحرارة خفيفة وخاصة لدى الأطفال وتعطى الأولوية خلال عملية التلقيح للأفراد الذين قد تصحب العدوى لديهم مضاعفات خطيرة وهم: ڤ جميع الأطفال من 6 اشهر وحتى سنتين من العمر. ڤ الكبار المخالطون في المنزل أو الروضة أو دور العناية للأطفال حتى سنتين من العمر. ڤ جميع الأشخاص في عمر 06 سنة أو أكثر. ڤ المقيمون في دور النقاهة والعناية طويلة الأمد. ڤ المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو، الانسداد الشعبي المزمن والسكري وأمراض القلب والكبد والكلى. ڤ من لديهم نقص في المناعة مثل المصابين بأورام أو من يتعاطون الكورتوزون لمدة طويلة. ڤ الأطباء والممرضون وأعضاء الفريق الطبي وجميع المخالطين لهم . ڤ الذين يرغبون في الذهاب لأداء العمرة أو الحج. ويمكن إعطاء التطعيم لكل من يرغب تخفيض امكانية إصابته بعدوى الإنفلونزا من الأصحاء. استشارية الأمراض الباطنية المعدية والمدير الطبي بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية بالرياض