يتوجه البوسنيون الأحد إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات عامة تعتبر حاسمة لتحديد مستقبل البلاد التي لا تزال منقسمة بشدة بين صرب ومسلمين وكروات، وتراوح مكانها منذ أربع سنوات في الإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي. وبعد نحو 15 عاما من انتهاء الحرب بين المجموعتين (1992-1995) هيمن الخطاب القومي في صفوف المسلمين والصرب، بعدما اعتمد عليه الفائزون في انتخابات 2006. ففي الجمهورية الصربية، لوح رئيس الوزراء ميلوراد دوديك رجل الكيان الصربي القوي مرات عدة في الأشهر الأخيرة بتهديد الانفصال إذا تعرض الاستقلال الذي تتمتع به جمهورية صرب البوسنة في البوسنة والهرسك، للتشكيك. وقال «الأفضل للبوسنة هو ان ننفصل وديا». ويفترض أن ينتخب دوديك بدون صعوبة رئيسا للجمهورية الصربية. ومن المسلمين، أدلى الرئيس الحالي للرئاسة الجماعية للبوسنة حارس سيلادجيتش بتصريحات قاسية جدا حيال صرب البوسنة الذين اتهمهم «بمنع تحقيق تقدم» للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ودان إمكانية انفصال الجمهورية الصربية. ويتنافس سيلادجيتش على الرئاسة الجماعية مع بكر عزت بيغوفيتش الأكثر اعتدالا والذي يدعو إلى الحوار مع صرب البوسنة. وبكر عزت بيغوفيتش هو ابن علي عزت بيغوفيتش الذي كان من رموز مسلمي البوسنة خلال الحرب وقاد البلاد إلى إعلان استقلالها عن يوغوسلافيا. أما الكروات شركاء المسلمين في الاتحاد الكرواتي المسلم، فقد دعت أحزابهم إلى إنشاء كيان خاص بهم. ودعي حوالى 3.1 مليون ناخب في البوسنة إلى تجديد كل مؤسساتهم المركزية والمحلية لولاية تستمر أربع سنوات في هذا البلد الذي تتسم مؤسساته بالتعقيد.