يغلف أسس المنطق على الدعم، فمنطق الأشياء أن تقدم يد العون والمساندة لمن يطلبها أو يحتاج إليها، ويتسامى هذا المنطق إذا كانت المساندة أو العون يرتقي ل«مصلحة الوطن»، هكذا عنون الهلاليون طلبهم كواجب يرون أن على المجتمع الرياضي (الأندية) تحمله، باعتباره واجبا وطنيا، لكن هذا الهروب -كما يسميه الاتحاديون- ليس للوطن فيه شأن، إذ هو نزال محلي رأى الهلاليون فيه عدم قدرتهم النفسية والعددية؛ ما يعني الهزيمة، يتبعها تباعد نقطي يذهب بالاتحاد بعيدا لمنصة الدوري، إذ يصبح الفارق (ست نقاط) على اعتبار أن للهلال مباراة مؤجلة وأن الأندية الأخرى ليست قادرة على إيقاف الاتحاد، وبالتالي الركون إليها في مهمة توقيفه، هذا هو واقع (الحدث). ما تبعها من سيناريو هو تشنج إعلامي لتأكيد أحقية كل طرف، أما ظهورهم بعد غد أمام الاتفاق فهي ثقة لا أعرف على ماذا تتكئ؛ هل هو ضعف الاتفاق وقلة إمكانياته، أم أن الهزيمة والتعادل لا تقاسان بهزيمتهم من العميد، وأتمنى ألا يكون اتكاؤهم على (ثقافة الثقة) التي كادت ترميهم خارج الاستحقاق الآسيوي في نزال الغرافة. لقد تبنى إعلام المعسكرين رأي التأجيل بحس ميولي فاق مدرجات الفريقين، وسقطت كل أوراق الحياء والحياد في سطرها الأول، حيث جيش كل معسكر أتباعه ومن يكتبون في صحفهم في نزق رمي كل جميل في حراكنا الرياضي تشكيكا وغمزا ولمزا وحتى تطاولا، غابت الموضوعية وانتفى العقل وساد الصراخ وكأن من صوته عال هو من سيكون كاسبا في النهاية. إن هذا التشنج في الطرح والإيغال فيه بل واتهام أسماء معينة بأنها سبب في هذا الخلل أو الترتيب المتقن، هو كان بمثابة هدية لبعض المتعصبين الذين يجدون في هكذا واقع مرتعا خصبا لممارسة هذا النزق، كما أنني أجد دهشة في استمرارنا لافتقادنا لآليات اتخاذ القرارات ومرونة مطابقة الأحداث وتوقعاتها، لكنني في الوقت ذاته أربأ أن تكون هناك (شخصنة) واستقصاد -وهو ما ذهب إليه أحد الكتاب علانية، إذ اتهم عضوا في لجنة المسابقات باستعدائه للهلال والشباب وتقديمهما منهكين فريسة للاتحاد!-. لا أتصور أن الضجة -وإن سكنت- قد انتهت، فتحديد موعد اللقاء المؤجل (الاتحاد والهلال) ستكون حفلة أخرى سيمارس فيها الصراخ المعتاد، على اعتبار أن لا الطريقة ولا الموعد ولا الظرف مناسب لأحد الفريقين. متى ما استمرأنا (سوء الظن) المتبادل بيننا في الحراك الرياضي فلن نتقدم ولن ننشد احترافا ولن نرتقي خطابا، وسنظل نتربص ببعضنا بعضا، بل إنه قتل للمنافسة وذبح لعدالة الفرص وتكافؤها المفترض، كما أنه طعن للاحتراف الحقيقي الذي ننشده. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة