هل ينبغي أن يغلق «سوق عكاظ» أبوابه بعد انتهاء مناسبته الفاخرة والتي انطلقت بدايتها أمسية الثلاثاء؟! وهل ينبغي في كل عام أن تكون «الجنادرية» وراء الستار حتى تحل مناسبتها لتعود الجهود دورانها على الأرض بكلفة عالية ومبالغ باهظة وبجهود جبارة وكلها أيام قلائل ثم تعود بعد ذلك إلى وراء الحجب حتى موعدها الآخر!! هل ينبغي أن تكون أشياؤنا الجميلة رهن المناسبات! وهل ينبغي أن تكون المناسبات هي فرصتنا للإطلالة على ثقافة الوطن! في كل بلاد الدنيا لا تغلق أبواب المزارات الأثرية! فأنت تستطيع أن تزور ما تشاء في أي بلد كان ما دامت الزيارة تقصد بها .. متاحف، آثارا، أمكنة بارزة .. كل بلاد تحتفظ على أرضها بما يزار فيها على أنه من معالمها الرئيسة التي لا يمكن هدمها بعد المواسم السياحية!! فلماذا عندنا سهل دفن الجهود بعد إيقاظها وسهل تغطية المزارات والمعالم المميزة بين حدودنا وسهل المنع لقوة الحضور بما هو جدير للخلود إذا كان أثرا أو مزارا أو مكانا مؤهلا للدخول ضمن قائمة الأماكن المميزة في العالم! القوافل في هذين اليومين سوف تتجه بنشوة خالصة نحو سوق عكاظ لن يردها شيء، سوف تجد الجهود المثمرة التي جعلت المكان مزارا عالي القيمة وسوف تجد كل شيء معدا والتاريخ حاضرا والثقافة تتربع عروسا في ثوبها الجميل، ثم سرعان ما يتم إطفاء الأنوار والعودة إلى الصمت والسكوت لأن مناسبة العرس انتهت ولم يعد عندنا عرس ولا غيره .. انتهت الجهود إلى طي النسيان!! سوف تتجه القوافل البشرية إلى سوق عكاظ زرافات ووحدانا ما دامت هناك المناسبة قد أرسلت دعوتها للضيوف وماذا عن بعد المناسبة.. كيف الحال؟! الأنظار الآن تتركز هناك والأضواء أيضا، فهناك «الحفلة والاحتفال» ثم بعد أسبوع واحد ما الذي سوف يحدث هناك؟! لا شيء، كل شيء عاد إلى سكونه وصمته وانزوائه! لماذا؟! مادامت الجهود قد أعطت منتهاها ومادامت الحيوية قد دبت بعد جفاف! ومادامت التكاليف عالية والجهود غالية والأنشطة مترامية .. ومادامت الأمكنة باقية والآثار خالدة والمعالم عبارة عن عراقة وطن .. وتاريخ أمة .. وسجل حضارة .. وهي متوفرة وموجودة .. مادام كل شيء جاهزا لماذا نطفئ الأنوار ونغلق الأبواب ونمنع الزوار فننتظر عاما جديدا يحل للبدء من جديد بكلفة عالية مرة أخرى في وقت قصير؟! ليس صعبا على الهمم العالية التي أخرجت سوق عكاظ من ظلمات الأمس إلى صبح اليوم أن تجعله صباحا منيرا في ثقافة البلاد فلا تعود إلى الظلمة ولا إلى الاختباء ولا إلى التلاشي ولا إلى العدم! لا يصح أن تكون الثقافة حاضرة بعض الوقت! فما الضرر المترتب على اعتبار سوق عكاظ مثلا والجنادرية مثلا (مزارات) وطنية يزورها الزائر والمقيم كلما شاء حتى لو يدخلها بمبلغ رمزي يدفعه ثمنا لتذكرة الدخول! تذكروا أنها معالم وطن وليست من الأشياء التي لها تاريخ صلاحية لايصح استعمالها بعد تاريخ الانتهاء.. انتهاء المناسبة!. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة