انتقد أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري عالم «الفزعة لوجيا» في تنظيم احتفالية سوق عكاظ، كما انتقد مشاركات الشعراء التي تقدم على استحياء وسط ملفات كتب عليها سري للغاية، فيما أشاد بالعمل المؤسساتي الذي يتحمل مسؤولياته واعتبره الطريق الصحيح إذا أريد للسوق النجاح. وأوضح أن القائمين على السوق وفي مقدمتهم أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يسعون لإنشاء مدينة عكاظ التي تقترب في مواصفاتها من سوق عكاظ التاريخية بحسب ما ورد عنها في كتب المؤرخين العرب. وأكد المنصوري أن سوق عكاظ إنتاج سعودي، وأن المثقف العربي مدعو للمشاركة لا للتنظيم وطرح الأفكار، في الوقت الذي أكد أن السوق تأخذ بعين الاعتبار النظرة الاقتصادية وتركز على تقديم ندوات اقتصادية وأخرى عن المسرح وتفتح المجال أمام المستثمر السعودي، في حين دعا المثقف السعودي للمشاركة في الأفكار والتنظيم وفق آلية وخطط لجان السوق وعبر قنواتها المعتمدة. وكشف المنصوري عن طرح فكرة إنشاء دار نشر تعنى بإنتاج سوق عكاظ الثقافي، وأضاف أن المرأة تشارك إلى جانب الرجل في منبر سوق عكاظ. العديد من المحاور المهمة ناقشناها مع أمين سوق عكاظ، فإلى نص الحوار: • هل ترون أنكم وفي السنة الرابعة قد لبيتم تطلعات المثقفين العرب حول سوق عكاظ لمكانتها التاريخية والثقافية والأدبية خلاف السنوات الماضية؟ في السنة الأولى كانت الإمكانات محدودة والطموح كبيرا، والآن بدأت الأفكار تكبر وتتوافر إمكانات لم تكن متاحة قبل. نحن ننظر اليوم إلى الوقت الذي بدأت فيه سوق عكاظ بوصفه حالة من الاستنفار الكبير كان ينقصها الكثير من التنظيم والاستعداد والإمكانات، ولكن اليوم نحن في قدر لا بأس به ولكن لا يلبي كل الطموحات، غير أنه قياسا بما كان؛ يمثل نقله نوعية لمسيرة سوق عكاظ، لا سيما عندما نقيسه بالمرحلة العمرية لسوق عكاظ وهي سنوات أربع فإنه إنجاز جيد، في ظل النظر للعمل التعاوني والتطوعي في مجتمع لم يألف مثل هذا الفهم لمثل هذا الإنجاز والتعاطي معه. وبشكل عام، أعتقد أننا نستشعر أننا أنجزنا شيئا في ظروف لم تكن تساعد بما يكفي للوصول إلى هذا المستوى، وهذا الإنجاز نتاج وثمرة جهود أجهزة وأفراد. أخطاء الموقع • هل ترى أن هذه الجهود قدمت ما عليها وحققت النجاح دون أخطاء؟ حصلت أخطاء في التعاطي مع مسائل معينة في مرحلة من المراحل وتم تصحيحها، وكان من بينها الموقع الجديد لسوق عكاظ الذي أصبح مهيأ لمدينة ثقافية كبيرة سوف تشاهد ذات يوم بدلا من الموقع السابق الذي كان تابعا لإدارة معينة وهو المركز الصيفي كما تعلمون، وأعتقد أن موقع المركز الصيفي كان نقطة للبدايات، ولكن أعتقد أنه لم يكن مناسبا للاستمرار في ظل ظروف المكان الطبيعية ومتطلبات المستقبل القريب التي تحققت في المكان الجديد للسوق، فالموقع الجديد يسعف بعمل الصرح الأساس للمدينة الكبيرة للسوق بما تحويه من مسارح، ومنها مسرح الاحتفال، مسرح الشعر، مسرح الفنون الشعبية، أماكن كثيرة للمعارض، وأماكن كثيرة للحرف اليدوية. لنتفق على أن المساحة الكبيرة التي نتحرك فيها اليوم أعطت مجالا كبيرا لتشكل هذه الظاهرة بطريقة تعطي مؤشرا إلى أنك في سوق ثقافية حضارية تنمو وتستوعب جماهير كبيرة، وتستوعب تنوعا معنويا وثقافيا، وتعطي هامشا كبيرا للجمهور؛ الفنون والترفيه والمعرفة في الوقت نفسه، بحيث يكون جزءا من نسيج التركيبة الكبرى لسوق عكاظ، حيث تكون أمام سوق حقيقية، فيتحقق أن يكون الفعل التجاري الاقتصادي غير معزول عن الفعل الثقافي، والعلمي غير معزول عن المناشط الثنائية الترفيهية، بحيث تتشكل قيم جمالية مختلفة، وهذا أحد أوجه التغيير التي تحاول سوق عكاظ إيجادها. • هل ترون أنه لا قيمة لموقع سوق عكاظ الحقيقي في العصر الجاهلي مع توافر المساحة الشاسعة التي تحقق التطلعات لمشروع مدينة سوق عكاظ؟ فهمي للمسألة أننا تجاوزنا هذا الخلاف، فنحن الآن في الموقع الحقيقي لسوق عكاظ، فعندما كنا برفقة سمو أمير منطقة مكة في الموقع ونظرنا للمساحة الشاسعة للموقع في الباع المنبسط الذي ذكره المؤرخون لسوق عكاظ، قلت له هل ترى أننا في هذه النقطة الشاسعة عند هذه الصخرة في سوق عكاظ، قال «إن لم نكن فيه فنحن حوله»، يريد أن يبين أن سعة المكان الذي ذكره المؤرخون والكتاب تجعل النظرة اليوم لا تختلف عن الأمس، فبالأمس كان القوم يجتمعون هنا وفي العام الذي بعده هناك، وفي الذي يليه في موقع قريب منه، دون مكان محدد بعينه، ولكن في النهاية في هذه المساحة الشاسعة التي لا تحدها حدود، وفي وصفها فإن موقعنا يحقق ذلك؛ جبل أبيض وجبل أسود العبيلا والخلص وعند التقاء واديين ماء في صحراء، أمور واضحة تدل على مساحة شاسعة نحن نتحرك داخلها، ومع المدينة الكبرى للسوق نكون بالتأكيد في سوق عكاظ القديمة، ولكن الناس يبحثون عن مكان دقيق ومحدد في هذا المجال الكبير الواسع لوصف الموقع، ولكن نحن بصدد إنشاء مدينة عكاظ للمستقبل وعلينا إيجاد المساحة التي تتطلبها هذه المدينة، والمعالم الرئيسة الكبرى الثابتة في كتب المؤرخين حاولنا أن نقترب منها. إمكانيات محدودة • بعد مشارفة أربع سنوات على الانقضاء أين وصلتم في سوق عكاظ؟ سوق عكاظ خلال السنوات الأربع الماضية كانت تأتي وفق مراحل، حيث كانت تبحث عن إثبات وجود قبل كل شيء، وقد ثبت وجودها، ثم جاء وقت على القائمين عليها يبحثون عن حضور وقد أحدثت سوق عكاظ اختراقا في هذا الجانب؛ لأن الإمكانات المتاحة لها ما زالت محدودة، وجاء الاختراق في الحضور من خلال أمرين؛ من خلال المشاركين الذين يأتون من كل أقطار الوطن العربي ويمثلون الأقطار العربية قاطبة للمشاركة والتفاعل، ومن خلال الجوائز التي أصبح يتنافس عليها الكثير من المثقفين العرب ويشاركون ويقدمون أعمالهم للجان المسابقة، ويفوز بها العديد، منهم المصري، وبالأمس السوري، وقبل ذلك كان من دولة أخرى، وفي هذا العام وجدنا مشاركات من اللبناني والمصري والعراقي والأردني، وهؤلاء يفوزون بالجوائز ويتنافس عليها خلق كبير، ومنهم هذا العام الجزائري المقيم في فرنسا والعراقي المقيم في بريطانيا، وهناك من الشام وهناك من البحرين واليمن وعمان، وكل ألوان الطيف العربية تشارك في سوق عكاظ. • أين أنتم من التطوير الذي يواكب هذا الانتشار والإقبال الواسع؟ سوق عكاظ أصبحت بيد الهيئة العليا للسياحة، وهذا شيء جميل أن تتحدد لنا الجهة التي تنتمي إليها السوق، والتي تتكفل بتطويرها وتتبنى مشروعها، وهناك جهات بإمكانها أن تشارك، ولكن الهيئة لديها الإمكانات والقدرة على ذلك، والإدارة العليا ممثلة في سمو أمير المنطقة تدعم المشروع، وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين أخيرا مشروعا مهما جدا في جدة وهو تدشين المشاريع التنموية لمنطقة مكة، كان من بينها مشروع سوق عكاظ وهو الذي أخذ شكله الهندسي في صيغته المكتوبة وينتظر التنفيذ. الإستثمار السياحي • وماذا عن المشاركات في هذا التطوير، باعتبار أن النظرة العامة لسوق عكاظ تعتبرها إرثا عربيا ثقافيا تاريخيا ليس محصورا بجهة معينة، ويجب أن يمثل الثقافة العربية؟ سيطرح المشروع قريبا للاستثمار وتأتي الشركات لبناء فنادق وكل الأشياء التي تمثل عناصر التكوين، ويفتح المجال أمام الشركات للتنافس بحسب ما تراه الهيئة العليا للسياحة والجهات المشرفة على المشروع، وبالتالي أعتقد أننا سنبدأ قريبا للنظر في سوق عكاظ وهي تتشكل على الأرض في صيغتها النهائية. • وماذا بشأن مهرجان الكتاب والمؤلفين الذي تحتضنه سوق عكاظ العام الحالي؟ المهرجان فكرته كبيرة، ولكننا بدأنا هذا العام بنواته الأولى واسمه «مهرجان الكتاب»، والكتاب هؤلاء يكتبون في مجالات مختلفة، وفكرة المشروع أن نأتي بكاتب له تاريخ عريق في التأليف وله عدة كتب يحدثنا عن تجربته الكبيرة أمام الحضور، والقوم يستمعون إليه، وهذا ما سيتم العام الحالي على الأقل وهو النواة الأولى. ولكن في العام المقبل نطور ذلك، وتكون هناك خيمة اسمها «خيمة الكتاب» بحيث تحوي هذه الخيمة مجموعة من الكتاب والمؤلفين المدعوين، كل شخص تكون معه كتبه ويوازي هذه الخيمة معرض للكتب. 100 مثقف • في ظل هذا النجاح الذي تتحدثون عنه، أين المثقف السعودي منه لا سيما ونحن نلمس أسماء معينة تشارك كل عام في هذا النجاح، على حد قولكم؟ هم معنا وبيننا ومنا، بعضهم أعضاء لجان، وبعضهم في وسائل الإعلام يدعموننا بإيصال صوتنا، وهم في المجتمع، وطائفة تشارك كشعراء، وطائفة كتاب، وهناك منهم في إدارة الأمسيات والندوات، ومنهم على سبيل المثال الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ» سابقا يأتي ليدير ندوة سوق عكاظ، ومنهم من يشارك في الأنشطة ويحاور الشعراء والمثقفين الذين نأتي بهم، وإذا لم يكن المثقف السعودي موجودا في سوق عكاظ فمن يحاور هؤلاء الضيوف؟، ونحن نوفر للمثقف السعودي التذكرة والإقامة، باختصار أكثر من 100 مثقف مدعو إلى سوق عكاظ للحضور والمشاركة والتفاعل. • ولكن ألا ترون غياب أسماء كبيرة في الثقافة السعودية عن المشاركة الفاعلة ولجان التنظيم والتقييم في سوق عكاظ، مع وجود أسماء معينة تتكرر كل عام رغم أنه احتفال لكل مثقفي الوطن؟ أنا معك في أن طموحي مثل طموحك ليس له سقف، ولكن علي أن أنظر في الإمكانات المتاحة وأن أتحرك في حدودها، ونحن بدأنا نتطور كثيرا في استيعاب مشاركة المثقف الذي تتحدث عنه، وإذا ما سرنا بنفس القدر وبنفس الخطوات فإننا سنسير سريعا وننمو لما يرضي الحد الأدنى من طموحنا جميعا. السوق قديما • في ظل ذلك، ما هي إسهاماتها في الثقافة العربية وهل توازي ما كانت تقدمه سوق عكاظ قديما؟ اليوم، سوق عكاظ ليست وحدها في الميدان كما كانت في السابق هي الأكبر، فاليوم المناسبات الثقافية متعددة وسوق عكاظ واحدة منها، ولا يمكن المقارنة بما كانت تحدثه سوق عكاظ قديما وما قد تحدثه حديثا، لا سيما أن سوق عكاظ ليست بديلا للجهات التي تحقق التأثير الذي تتحدث عنه، ومنها الجامعات والمدارس والمرافق العلمية، ولكنها عضو مساند وداعم قوي، يأتي بعد ذلك تكوين المجتمعات معرفيا، وبالتالي سوق عكاظ لها أهميتها التي تتماشى مع استراتيجيتها. • الكثير يتحدثون عن الناتج الحقيقي لسوق عكاظ، لا سيما الكم الكبير من المشاركات التي تصلكم؛ ما مصيرها ولم لا يستفاد منها كناتج ثقافي لسوق عكاظ كما كان قديما؟ نحن هذا العام والعام الماضي استوعبنا التجربة، على سبيل المثال اللوحات التشكيلية التي تأتينا حاولنا تنظيمها وطباعتها في كتاب مستقل باسم مشاركات عكاظ، على أن تكون فاتحة الكتاب اللوحة الفائزة. • ماذا يعيقكم حيال تحقيق ذلك، لا سيما أنكم تملكون الإمكانات وتصلكم خلاصة العمل الثقافي العربي في كل عام؟ على سبيل المثال فيما يخص الشعر، أعتقد أن بعض المشاركات موجودة في دواوين الشعراء، ومرتبطة هذه القصائد بمناشط معينة تعيق نشرها وأسباب معينة أخرى. • هل تتعلق هذه الأسباب بالشعراء أنفسهم؟ نعم نواجه مشكلة فيما يخص الشعراء، لديهم حساسية، وكثير منهم يقدم عمله على استحياء ويرى أنه إذا لم يفز عمله فإنه يحرص على ألا يدخل في منافسات ومقارنات، والكثير منهم يكتب لنا رغبته أن يكون الأمر سريا إذا لم يفز، وهذا عائق أمام الاستفادة من هذا الإنتاج لعامة الناس. • إذن ما هي الحلول المطروحة لتفادي ذلك؟ على كل حال، فإننا في طور التفكير في كيفية التعاطي مع هذه القصائد، وكذلك الكيفية في التعاطي مع هذا الإنتاج، ومن ذلك أننا نعدل بعض شروطنا في المستقبل على أن يكون الشخص المشارك على علم أن إنتاجه إذا لم يفز سيكون متاحا للجميع ويقدم لهم في شكل عمل لسوق عكاظ. وفي هذا العام لدينا كتاب عن الفائزين، وكتاب عن مسابقة لوحة وقصيدة، وكتاب عن سوق عكاظ، وتجربة سوق عكاظ والتعامل مع هذا المحفل قديما وحديثا. • ألا يتوجب أن يواكب ذلك دار نشر وطباعة تعمل على تحقيق أهداف هذا الإنتاج؟ طرح موضوع ومقترح بإنشاء دار نشر باسم سوق عكاظ، وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يتحقق ذلك وترى النور بإذن الله. • ماذا بشأن الأفكار الجديدة لسوق عكاظ؟ الأفكار منكم تأتي ونحن نبحث، ونأمل أن تتوافر لدينا هذه الأفكار لتقديم الأفضل. عالم الفزعلوجيا • بما أنكم تبحثون عن الأفكار وفي إطار ضيق لشخصيات محدودة، لماذا لا يفتح المجال للمفكر والمثقف السعودي للمشاركة في لجان السوق، وأن تكون بالفعل سوق عكاظ محفلا ثقافيا سعوديا عربيا مفتوحا؟ لا أستطيع أن أتحدث في هذه الجزئية بإسهاب، وأنا آمل أن تكون سوق عكاظ مهرجانا مؤسساتيا كبيرا، ربما درجنا في الطائف على المشاركات الفردية ويبدو أن عالم الفزعلوجيا يريد أن يكون له حضور وموضع قدم، ولكن في النهاية العمل الصحيح هو العمل المؤسساتي، وبدأنا الآن نرتب بناء العمل المؤسساتي، والناس يتطوعون ويقدمون ويساهمون، وهم مشكورون في كل الأحوال ولكن في النهاية المسؤولية تقع على أناس محدودين. العمل المؤسساتي • أنتم ترفضون عالم الفزعلوجيا، وتتحدثون عن العمل المؤسساتي والأفكار من الجميع، بينما سوق عكاظ تسير في فكر محدود حتى الآن، كيف تفسرون كل ذلك؟ العمل المؤسساتي هو الذي يتجاوز حدود الفرد الواحد، وسوق عكاظ إذا أريد لها أن تدوم طويلا يجب أن تتجاوز مسألة العمل الفردي، وأن تكون لها ميزانية واضحة وأنظمة وهيكلة إدارية تتناسب مع طبيعة المهمات التي يراد أن تتحقق في برامجها. • ولكن هذا محفل سعودي عربي وإرث تاريخي وثقافي لا ينبغي أن يستقر على أفكار مجموعة وخططهم وما يضعونه من استراتيجية. المثقف العربي يحضر مشاركا، وسوق عكاظ إنتاج سعودي في هذه المرحلة بمواصفات عالمية، ومشروع من أهم المشاريع التنموية في الوطن العربي، منطلق من هذه البلاد ومحقق لأهداف عليا على أيدي أبناء هذه البلاد. • هناك نظرة نلمسها في تحويل السوق من ثقافية إلى تجارية، لا سيما أنك تكرر الاستثمار والتجارة والندوات الاقتصادية؟ سوق عكاظ تجارية، وهي سوق بضائع وتجارة قديما وحديثا وقد كانت كذلك، والسوق التي نطمح إليها في المدينة ذات طابع اقتصادي فيه فنادق وتجارة واستثمار. • أين يجد نفسه الزائر العادي صاحب القليل من الثقافة والقليل من الاقتصاد؟ أنا أعتقد أن مسرح الشارع ومحال الحرف اليدوية والمعارض بما فيها منطقة الفلكلور الشعبي جاذبة للجميع، وما تقدمه هذه الأجهزة ليس للعميق ثقافيا، والشخص العادي تجذبه المناشط الشعبية والفلكلورية فيرى التراث ويرى الاستعراض للخيل والإبل ويرى الناس يصنعون الصناعات ويقدمون الحرف، وهي أجواء مفيدة للجميع ومكان الشخص العادي متوافر بما يرضي رغباته. لا برامج نسائية • وماذا عن المرأة، وهل هناك برامج نسائية؟ المرأة كالرجل لدينا، هي تستمع للشعر، وتشارك في المنبر تقدم الشعر، تستمع للكتاب، وهي كاتبة تقدم كتاباتها عبر المنبر مع الكتاب، لا فرق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بتقديم الثقافة أو استهلاك الثقافة. ولا أعرف ماذا يقصد بتقديم برنامج للرجل وبرنامج للمرأة، وما أعرفه أن لدينا برنامجا للجميع والجميع يصنعه، وأعتقد أن ما نفعله في سوق عكاظ اليوم وداخل الخيمة الكبرى هو أن نجعل الجميع يتحاورون ويتجاورون في المكان نفسه، ولا نختص المرأة ببرنامج لأن لدينا وعيا بأن الثقافة للجميع، ولا أعتقد أن هناك قصة للرجل وقصة للمرأة، وشعرا للرجل وشعرا للمرأة، وقد تجاوزنا هذه المرحلة.