عززت الأوساط الطبية العالمية جهودها في استخدام الخلايا الجذعية في مواجهة عدد كبير من الأمراض أهمها أمراض القلب والسرطان، إلا أن الباحثين في مجال الخلايا الجذعية أبدوا مخاوفهم أمس من العوائق والتحديات والمصاعب التي قد يواجهونها من أهمها إيجاد طرق فعالة للتحكم في الخلايا الجذعية وجعلها تنقسم متى ما يحتاجونها وعلى الشكل الذي يحتاجونه، وإيجاد طرق لمنع الجهاز المناعي من رفض هذه الخلايا بعد زرعها داخل جسم المريض وتحديات تقنية، حيث يحتاج الباحثون لعدد كبير من الأجهزة المعقدة والمكلفة، ومخاوف من الاستخدام غير الشرعي للخلايا الجذعية. الخلايا الجذعية ورأى الباحث العلمي الدكتور خالد عبدالعزيز أن الخلايا الجذعية استطاعت إبهار العالم بقدرتها على علاج عدد كبير جدا من الأمراض، وفي كل يوم تزداد استخدامات الخلايا الجذعية وتدخل في علاج أمراض جديدة، وهي بلا شك أمل كبير للكثيرين، إلا أن المخاوف كبيرة من تجاوزات الاستخدام غير الشرعي لهذه الخلايا. وأشار إلى أن الخلايا الجذعية خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام لا تشابه أي خلية متخصصة، ولكنها قادرة على تكوين خلية بالغة بعد أن تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة، وأهمية هذه الخلايا تأتي من كونها تستطيع تكوين أي نوع من الخلايا المتخصصة بعد أن تنمو وتتطور إلى الخلايا المطلوبة. شكلان للخلايا وأضاف توجد الخلايا الجذعية الجنينية على شكلين، وهي: أولا: الخلايا الجذعية الجنينية، ويتم الحصول عليها من الجزء الداخلي للبلاستوسايت التي هي إحدى مراحل انقسامات البويضة المخصبة بالحيوان المنوي، حيث تكون البويضة عندما تلقح بالحيوان المنوي خلية واحدة قادرة على تكوين إنسان كامل بمختلف أعضائه، وتوصف بأنها خلية كاملة الفعالية، وتنقسم فيما بعد هذه الخلية عدة انقسامات لتعطي مرحلة تعرف بالبلاستوسايت، وتتكون البلاستولة من طبقة خارجية من الخلايا المسؤولة عن تكوين المشيمة والأنسجة الداعمة الأخرى التي يحتاج إليها الجنين أثناء عملية التكوين في الرحم، بينما الخلايا الداخلية يخلق الله منها أنسجة جسم الكائن الحي المختلفة، ولهذا لا تستطيع تكوين جنين كامل لأنها غير قادرة على تكوين المشيمة والأنسجة الداعمة الأخرى التي يحتاج إليها الجنين خلال عملية التكوين، على الرغم من قدرة هذه الخلايا على تكوين أي نوع آخر من الخلايا الموجودة داخل الجسم، وتخضع بعد ذلك الخلايا الجذعية للمزيد من التخصص لتكوين خلايا جذعية مسؤولة عن تكوين خلايا ذات وظائف محددة. ثانيا: الخلايا الجذعية البالغة، وهي خلايا جذعية توجد في الأنسجة التي سبق أن اختصت كالعظام والدم، إلخ، وتوجد في الأطفال والبالغيين على حد سواء، وهذه الخلايا مهمة لإمداد الأنسجة بالخلايا التي تموت كنتيجة طبيعية لانتهاء عمرها المحدد في النسيج، ولم يتم إلى الآن اكتشاف جميع الخلايا الجذعية البالغة في جميع أنواع الأنسجة. وفي السياق نفسه، أوضح إستشاري الفيروسات الدكتور أمجد علي، أن هناك بعض المشاكل التي تواجه العلماء في الاستفادة من الخلايا الجذعية البالغة، ومن هذه المشاكل وجودها بكميات قليلة مما يجعل من الصعب عزلها وتقنيتها، كما أن عددها قد يقل مع تقدم العمر بالإنسان، كما أن هذه الخلايا ليس لها نفس القدرة على التكاثر الموجودة في الخلايا الجنينية، كما قد تحتوي على بعض العيوب نتيجة تعرضها لبعض المؤثرات كالسموم.