في كل يوم نقرأ أخبارا جديدة، عن قرب اختفاء الكتاب الورقي، لتحل محله كتب التكنولوجيا التي يمكن قراءتها عبر قارئ الكتب المسمى ( كيندل )، أو جهاز أبل ماكنتوش الجديد، آي باد، وأن هذه الكتب ذات الأغلفة الملونة، التي علمتنا، ووسعت ثقافتنا لسنوات طويلة، ستصبح مجرد ذكرى، في زمن قريب. هذه أخبار مقلقة بلا شك، سواء لدور النشر التي ازداد عددها في السنوات الأخيرة، وتنافست في جاذبية الأغلفة ونوعية الورق، والدعاية المكثفة للوصول للقارئ، أو مقلقة للقارئ صاحب الذائقة المستقرة، الذي تعود على إمساك كتاب بيديه، وتقليبه، والاسترخاء به في أي وضع، ولو حدث واختفى الكتاب الورقي بالفعل، فإما أن يهجر القراءة نهائيا، أو يحاول تحديث ذائقته، وجرها إلى القراءة الإليكترونية، وربما لا يحدث ذلك إلا بعد محاولات مضنية. من ناحيتي، لا أستبعد ذلك أبدا، وقد لاحظت أن المواقع التي تنشر الكتب الإليكترونية، في ازدياد أيضا، وتوجد دور نشر في أوروبا وأمريكا، تخصص في مواقعها، روابط للكتاب المنشور ورقيا وإليكترونيا في نفس الوقت، وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه، والانتظار عدة أيام، حتى يصل. أيضا لاحظت في موقع أمازون الشهير لبيع الكتب، وحين استعرض تفاصيل كتاب ما، عبارة تقول: أطلب من الناشر أن ينشره إليكترونيا لتقرأه عبر كيندل، وعند الضغط عليها، تصبح طلبا من قارئ إليكتروني، يريد الكتاب إليكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة.. ولعل أعباء النشر، وتكاليفه، وعدم إتاحة الفرصة للكثيرين من المبدعين الجدد، لنشر نتاجهم، ما حدا بالبعض لمحاولة تسويقه إليكترونيا، وهي محاولات بالطبع فيها مجازفة، لأن تلك السهولة، تتيح بمرور الردئ من الإبداع، جنبا إلى جنب، مع الجيد منه، وبالتالي إبعاد جديد للقارئ من سكة القر اءة. لقد جربت قراءة الكتب إليكترونيا، حملت عددا منها من الإنترنت، وحاولت قراءتها، ولم أستطع إكمال كتاب منها، ولا أتمنى أن أجبر في المستقبل على مداومة القراءة هكذا، إنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا مصادقة الكتاب، والتغزل في طباعته، وسيعانون كثيرا إذا اضطروا إلى مصادقة جهاز إليكتروني. من ناحية أخرى، لا أجد خوفا كبيرا على قراء العربية، من اختفاء الكتاب العربي، فنحن بالرغم من أننا نحصل على التكنولوجيا سريعا، كما يحصل عليها المستخدم الغربي، إلا أن فهمها عندنا يحتاج وقتا طويلا، وبالتالي ربما تصمد كتبنا زمنا، ولا تصبح ذكرى في القريب العاجل. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة