أنا في الخمسين من عمري، لدي عقارات وأموال كثيرة، وأقاربي ومعارفي لا يترددون في اللجوء إلي عندما تضيق بهم الدنيا، لكنهم للأسف الشديد يستغلون طيبتي وتعاطفي الشديد مع الحالات الإنسانية، ولا يعيدون إلي أموالي، ومع أنني في غنى عنها، ألا أنني أخاف أن تضيع هذه الحقوق على أولادي من بعدي، ومع أني حصلت على جزء من تلك المبالغ، إلا أن البعض عجز عن سداد ما عليه لعدم قدرتهم على السداد، ولمعرفتي بهم أجد أن بعضهم صادق في قوله وبعضهم يتهرب عن السداد. فما هي الطرق النظامية التي تحفظ لي حقوقي لدى الغير وأضع بها حاجزا للطلبات اللاحقة التي ستردني. عايض مكةالمكرمة بالنسبة للديون السابقة، التي ذكرت بأن المدينين لا ينكرونها، وحتى تضمن حفظها لك أو لأولادك من بعدك، يمكن عن طريق المحكمة توثيق الإقرار بالحقوق المالية بعد أن يحضر من عليه الدين ويقدم طلبا إلى رئيس المحكمة، يتضمن ما بذمته من دين، ثم يحال الطلب إلى أحد قضاة المحكمة، وبعد ذلك يدون نص إقرار المنهي بعد كتابة اسمه كاملا وهويته مع إحضار شاهدين على هذا الإقرار، ثم يتخذ القاضي الإيجاب الشرعي نحو هذا الإقرار ويثبته لديه ويوقع عليه المدين والشهود وكاتب الضبط والقاضي، ومن المهم جدا أن تحرص كل الحرص بعد ذلك على كتابة ديونك لدى الغير وإشهاد شاهدين عليها، سواء راجعت المحكمة لإثبات ذلك أم كتبته عندك بدفاترك وأشهدت عليها وحفظتها، وذلك لتجنب إنكار المدين، وقد قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه}.