اعتاد الوسط الفني أن يكون حلقة نشطة في يوم الوطن من خلال عمل مكثف يبرز مدى الصورة الحقيقية للتلاحم بين الوطن وأبنائه، ويقدم رؤيا معمقة عن الانتماء يصدح بأجمل الألحان العذبة القوية، وبمناسبة احتفال المملكة باليوم الوطني يشرع النادي الأدبي بمكة المكرمة الأحد المقبل، في الاحتفال بفنان العرب محمد عبده والشاعر إبراهيم خفاجي، لدورهما في مجال الأغنية وفي مقدمتها الأناشيد الوطنية، والتي يتذكر الملحن سراج عمر بداية تجربته مع هذه الأعمال من خلال عمله (بلادي منار الهدى) التي قال عنها أنها ما تزال عالقة في ذاكرة المتلقي إلى يومنا هذا بسبب بساطة الكلمات وعفوية الإلقاء. مضيفا أنه قابل شاعر الأغنية الأستاذ سعيد فياض في جدة عام 1395ه، حيث قال لي «لدي نص يا ابني للوطن أتوقع أن يكون له حضور كبير» وأعطاني النص، وهو ما حدث ليكون ذا قيمة موسيقية فنية إلى يومنا هذا. ويقول أيضا كلفت والشاعر إبراهيم خفاجي بتثبيت كلمات النشيد الوطني التي صاغها الخفاجي على اللحن بتوزيع موسيقى مناسب، وقد تطلب العمل الدقة للقيام بهذه المهمة الكبرى، فأخرجنا هذا النشيد الذي يردده الجميع، ولا ينسى "أوبريت التوحيد" الذي انطلق في عام 1414ه ، بعد أن صاغه شعرا الأمير خالد الفيصل وأداه كل من: طلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله و عبد الله رشاد وراشد الماجد. فيما يقول محمد عبده أن الأناشيد الوطنية سواء التي تؤدى بشكل منفرد أو الأوبريتات الجماعية، هي من الأعمال التي لا تظهر بسهولة للمتلقي، بل بعد جهد جهيد، والسبب يعود إلى حرص فريق العمل على الدقة والسعي للتميز كون هذه الأعمال هي من الأعمال الوطنية سواء كانت نشيدا منفردا أو عبر مهرجانات سنوية أو مناسبة اليوم الوطني، وحتى في المناسبات الوطنية، حيث نحرص على البحث عن اللحن القوي والمتناغم مع النص الشعري، ونعمل على إيجاده بفكرة جديدة تحقق الهدف، ثم ننفذه موسيقيا، بعدها يغنى، ثم يشهد العمل اللمسات النهائية قبل أن يستمع إليه الجمهور، فكلما كان العمل منظما كانت النتائج أفضل، ولا ينسى عمل «فوق هام السحب» الذي يعتبره من أهم أعماله المميزة وطنيا، بالإضافة إلى أعمال مهرجان الجنادرية جميعها. ويرى الملحن محمد المغيص، أن الأعمال الوطنية، هي في دائرة اهتمام الملحن السعودي، مشيرا إلى بروز الكثير من الأناشيد الوطنية المهمة لعدد من الفنانين، ويتذكر المغيص التجربة الوطنية المهمة في مشواره حين غنى من ألحانه طلال مداح نشيد (سعوديين دستورنا شرع الله) التي صاغ كلماتها الأمير فهد بن محمد، ولجمال الكلمات والعمل ما تزال راسخة في ذهنية المتلقي حتى اللحظة، وأشار أيضا إلى تجربته في مهرجان الجنادرية التي قدم فيه أوبريت (عرين الأُسد) من كلمات الأمير خالد بن سعود الكبير، وأداء كل من محمد عبده ومحمد عمر وعبد المجيد عبد الله و خالد عبد الرحمن، والذي يعتبره من المحطات المهمة الوطنية.. ويضيف محمد عمر أن مشواره مع الأغنية الوطنية طويل، مسترجعا نشيد (قلنا نعم نعم) الذي لحنه الفنان سامي إحسان، فحقق الصدى الكبير لدى المستمع، ومرورا بنشيد (ياوطني) الذي لحنه بنفسه، وصاغ كلماته باللغة العربية الفصحى الشاعر علي محمد صيقل.