ثمانون عاما مضت على توحيد المملكة، وهي في كل يوم ترسم خطى الوحدة والتوحيد في نهجها السياسي. أثمرت هذه السنون الثمانون دولة متماسكة في بنيانها الداخلي، ما انعكس وبلا أدنى شك على علاقاتها مع العالم الخارجي سواء الإقليمي أو العربي أو الدولي. وبالطبع لم يكن ما وصلت إليه المملكة الآن من ازدهار سياسي واقتصادي واجتماعي، إلا بفضل جهود متراكمة لملوك عرفوا كيف يكون الحكم السديد، بدءا من المؤسس الأول المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله). وبفضل هذه الجهود المتواصلة والعمل الدؤوب في بناء الدولة لبنة لبنة، تبوأت المملكة مركزا إقليميا وعالميا يحظى باحترام الجميع. من خلال حضورها الفاعل في كل المناسبات الدولية. بعد مضي ثمانين عاما، مازالت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين دولة فتية بإمكانيتها ونسيجها الاجتماعي المتضامن، تكمل المسيرة نحو العلياء والمجد، إذ أرسى خادم الحرمين قواعد حكم متينة تقوم على تحقيق تطلعات شعبه، الذي طالما كان أولوية في حكمه، يتلمس مطالبهم واحتياجاتهم، ويقف إلى جانبهم، بل ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق دولة ومجتمع الرفاه المنشودة. كما نهج الملك على المستوى العربي نهجا وحدويا تضامنيا، يجعل من العرب صفا واحدا، لأنه يدرك أن قوة العرب في وحدتهم وحرصهم على مصالحهم. ولعل العلاقات النموذجية للمملكة مع الدول العربية الشقيقة، ووقوفها إلى جانبهم في كل الأحوال، هو أكبر دليل على حرص الملك أن تكون المنظومة العربية العالم في أفضل حال لها. وأدركت المملكة منذ تأسيسها أن السياسة الخارجية ترتكز على احترام قيم الغير، وتنشيط العلاقات الدبلوماسية سواء على المستوى الخليجي أو العربي عموما، فضلا عن توثيق العلاقات مع الدول الكبرى في القارة الآسيوية والأوروبية وكذلك الأمريكية، لذا جاءت انطلقت رؤية خادم الحرمين على هذا الأساس، إذ تربط المملكة علاقات دولية قوامها الاحترام والتعاون المتبادل والمساهمة في القرارات الدولية التي تحد من النزاعات أينما كانت. استنادا إلى أن مفهوم الأمن الإقليمي والعالمي عموما لا ينفصل عن أمن المملكة، في هذا العالم المتواصل الأقطاب. فكانت في كل مرة تثبت للعالم حضورها العميق في كل المحافل الدولية لتكون صانعا في السياسة العالمية ليس مراقبا فحسب. ووفقا لهذه الرؤية السديدة في إدارة العلاقات الدولية، تعتبر المملكة من الدول المحورية في هذا العالم، وهو ما بدا واضحا في الآونة الأخيرة من خلال مشاركتها في قمة العشرين العام 2009 في لندن وكذلك قمة العشرين التي انعقدت في كندا في يوليو الماضي، بحضور مميز لخادم الحرمين الشريفين. وما العيد الثمانون لتوحيد المملكة، إلا وقفة متجددة في كل عام لاستعراض هذه المسيرة المظفرة التي كللها خادم الحرمين بإنجازات، طالت النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومازالت المسيرة متواصلة نحو مملكة أقل ما يمكن أن نطلق عليها «مملكة الإنسانية» لملك يعلم الإنسانية بأبهى صورها ومعانيها الفضيلة. اليوم وبعد ثمانين عاما تلبس المملكة ثوب العز مع ملك العز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يواصل مسيرة البناء والتطوير، الذي يفني كل وقته خدمة لوطنه ومواطنيه. فهنيئا لمملكتنا وشعبها الذي يقوده رجل الإنسانية. هاهي المملكة تدنو من عامها الثمانين، وتبدو في أوج قوتها وازدهارها، في مسيرة بناء وطن لا تعرف الكلل أو الملل. وتحت راية خادم الحرمين الشريفين نلتف جميعا، في يوم تفيض فيه المشاعر لوطن نوليه الإخلاص بأسمى معانيه. * رئيس الاستخبارات العامة ملف خاص بمناسبة اليوم الوطني ال80 لتوحيد المملكة.