حتى الابتسامة أصبح لها في عالمنا أسماء وأشكال وألوان، ولم يعد كافيا أن يرسم إنسان ما ابتسامة على شفتيه ووجهه ليكون موضع ثناء وشكر من قابلهم بالابتسامة، بل لا بد أن يكون تفسيرهم لابتسامته منسجما مع قناعتهم بها وموافقتهم على معناها ومغزاها وإلا فإنها ستواجه بصفات وأسماء شتى، فإن كانت الابتسامة محل رضى المستقبل فإنه سوف يصفها بأنها ابتسامة صادقة وأن صاحبها ودود صدوق، أما إن لم تستطع الابتسامة الحصول على رضى المستقبل لأي سبب نفسي فإنه قد يصفها بأنها ابتسامة صفراء أو ماكرة أو كاذبة أو مصطنعة، وكل واحدة من هذه الصفات تحتاج إلى شرح وتأويل يمكن للمواصف تقديمها لمن يريد المزيد من التفاصيل عن أسباب إطلاق الأوصاف على ابتسامة عبدالجليل ! ويقال إن نقاد الفن الكلاسيكي احتاروا في تفسير الابتسامة الغامضة التي حملتها لوحة «الموناليزا» للفنان العالمي دافنشي وهي أشهر لوحة فنية عالمية على الإطلاق ويحتفظ بها متحف اللوفر في باريس تحت مراقبة شديدة من الكاميرات ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها أو تصويرها عن قرب حتى لا تتأثر بأشعة التصوير، ويقدر ثمنها بمئات الملايين من اليوروات ويحرص على مشاهدتها سنويا نحو خمسين مليون سائح من زوار فرنسا إضافة إلى الملايين من الفرنسيين وهي مصدر دخل عظيم للسياحة الفرنسية. وقد وصف بعض النقاد ابتسامة الموناليزا بأنها ابتسامة ماكرة ثم أخذوا يفسرون صفات المكر المزعوم الذي تزدحم به صور اللوحة، ومنهم من وصفها بأنها غامضة محللا علامات الغموض فيها، ومنهم من رأى أنها ابتسامة بائسة تدل على بؤس المرأة المجسدة في اللوحة، أما أكثر النقاد تطرفا في التحليل فإنهم زعموا أنها ابتسامة بلا معنى!، وكل ما قيل عن اللوحة لا ينفي أهميتها وعظمتها وقدرتها على جذب مئات الملايين من السياح نحوها. وعلى أية حال فقد ثبت علميا أن الإنسان هو الكائن الوحيد على الأرض الذي يستطيع رسم ابتسامة على وجهه، أما الحيوانات والطيور بجميع أنواعها فهي لا تفعل ذلك لعدم قدرتها عليه، ولذلك صدق الشاعر عندما قال: «إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم»؟!. لأنه أصلا لا يستطيع، وكذلك الحمار!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة