تجمع مدينة القدس فريقي كرة قدم من نفس المدينة، تفصلهما بضعة كيلومترات عن بعضهما، تجعلهما يلعبان في عالمين مختلفين، على جانب الجدار الإسرائيلي العازل. ويلعب كل من فريق «بيطار القدس»، أكثر الفرق شعبية في إسرائيل، وفريق «جبل المكبر»، البطل الفلسطيني في القدسالشرقية، على جانبي الجدار، في مفارقة ترمز إلى الانقسامات في الشرق الأوسط. ورغم كونهما جارين في نفس المدينة، لن يلعب أحدهما مع الآخر في نفس الدوري، إذ يتطلع نادي بيطار، الذي يحظى بمشجعين شهيرين بكرههم للعرب، إلى اللعب في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بينما على الجانب الفلسطيني فإن «جبل المكبر»، يكون محظوظا لو استطاع الوفاء بالتزاماته فقط. ويتعزز الانقسام أيضا من قبل البيروقراطية في كرة القدم، فالفرق الفلسطينية هي جزء من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بينما إسرائيل عضو في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ويعد «جبل المكبر» أكبر فريق بين ما يصل إلى عشرة فلسطينية تنتمي إلى القدس، ولا يسمح لها باللعب في المدينة، وبدلا من ذلك عليها أن تسافر من خلال الجدار الفاصل إلى استاد فيصل الحسيني لانطلاق الدوري الممتاز في الضفة الغربية. ورغم الصعوبات الجمة التي ترافق انطلاقة الدوري الفلسطيني، من حواجز وإغلاق وتوقفات وغيرها، تبدو الصورة على الجانب الآخر أكثر سهولة، فعندما ينطلق الدوري الإسرائيلي تصبح المهمة أسهل بكثير، فقط على بعد بضعة كيلومترات. وفي ذات عطلة الأسبوع، يستعد استاد «تيدي كوليك» لاستضافة مباراته الأولى هذا الموسم بين «بيطار القدس» ونادي «مكابي تل أبيب»، في الدوري الإسرائيلي الممتاز. ومثل أي عاصمة أوروبية، يسير المشجعون في شوارع واسعة في طريقهم إلى المباريات، وحماس ظاهر على الوجوه، يمسكون في أيديهم تذاكر ثمن الواحدة منها 80 شيكلا، وهو مبلغ أكثر بنحو عشرين مرة من تكلفة تذكرة الدخول إلى مباراة لفريق «جبل المكبر». وعلى الطريق أيضا جنود إسرائيليون، لكن ليس لإيقاف المشجعين، بل للتشجيع معهم، وهم يرتدون أوشحة تمثل نواديهم فوق زيهم العسكري الأخضر، وهم يسيرون نحو أكشاك تبيع بضائع مختلفة.