لابد أنكم أعزائي القراء تذكرون ذلك البيت الشعري المشهور: والمستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار وهذا الذي يجسده هذا البيت من الشعر هو ما ستقدم عليه الشركة السعودية للكهرباء بالاتفاق مع الجهات المسؤولة في الشقيقة مصر لربط شبكات الكهرباء في البلدين ببعض، في الوقت الذي يضج الناس بمصر شكوى وأنينا من خلال التلفزيون والإذاعة من كثرة انقطاعات التيار الكهربائي صباح مساء كل يوم .. مثلما يحدث عندنا في كثير من الأوقات وخاصة في فصل الصيف. وخبر ربط الشبكة الكهربية قد جاء على لسان وكيل وزارة الكهرباء المصرية أكثم أبو العلا الذي قال: إن مشروعا لربط شبكات الكهرباء في مصر والسعودية المتعطشين للكهرباء بهدف المساعدة في تلبية الطلب في وقت الذروة من المتوقع أن يتكلف نحو 1.5 مليار دولار. وقال أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء المصرية بأن من المقرر طرح مناقصة دولية لتنفيذ المشروع في يناير 2011م. وأضاف: إن مصر ستصدر الكهرباء إلى السعودية من خلال مشروع الربط في أوقات ما بعد الظهيرة بينما ستصدر السعودية الكهرباء إلى مصر في أوقات المساء للاستفادة من الاختلاف في ساعات ذروة الاستهلاك بين البلدين. وتابع: إن البلدين سيتقاسمان تكلفة المشروع بحسب حجم الأعمال التي ستنفذ على أرض كل منهما، ويهدف المشروع لتبادل ثلاثة آلاف ميجاوات من الكهرباء من خلال خطوط تيار كهرباء مباشرة. وقال: كل دولة ستتحمل تكلفة الأعمال في أرضها .. يشغل المشروع حوالى 450 كيلو مترا في مصر والباقي في السعودية، ومن المتوقع أن يشمل المشروع خطوط كهرباء تمتد لمسافة 3100 كيلومتر إجمالا. وقال أبو العلا: إن السعر لم يتحدد بعد لكن من الممكن ألا تحتاج أي من الدولتين لسداد ثمن الكهرباء للأخرى لأنهما ستتبادلان كميات متساوية من الكهرباء. وقد تأكد هذا بما حدث به المهندس صالح العواجي نائب وزير الكهرباء السعودي حيث قال: في مارس (آذار) إن المرحلة الأولى من المشروع ستنفذ في 2015م. وتستثمر السعودية 80 مليار دولار لتعزيز طاقة إنتاج الكهرباء إلى حوالى 76 ألف ميجاوات بحلول 2020م ارتفاعا من 64 ألفا حاليا. وتوجد أنماط استهلاك متشابهة في سائر دول منطقة الخليج ويرتفع الطلب إلى ذروته في فصل الصيف. وأخذت تلك الدول إجراءات لربط شبكاتها الكهربائية في محاولة لسد أي عجز. واكتملت في العام الماضي المرحلة الأولى من مشروع بتكلفة 1.6 مليار دولا لربط شبكات الكهرباء في السعودية والكويت والبحرين وقطر.. .. والواقع أنه قد يكون مقبولا أن يتم الربط الكهربائي بين المملكة ودول الخليج التي قد يكون لديها بالفعل فائض من الطاقة يستفاد به .. أما الربط مع جمهورية مصر مع ما ستصل تكلفته لمبالغ طائلة فإن الاستفادة مشكوك فيها، الأمر الذي يتطلب من وزارة الكهرباء والمياه أن تناقش المشروع بتفاصيله مع المسؤولين في الشركة السعودية للكهرباء قبل الإقدام على مشروع ربما لا تتحقق منه أي جدوى. فإذا كانت وسائل الإعلام في القاهرة ترسل وبصورة متوالية شكاوى الجمهور من انقطاع التيار فإننا لابد أن نتذكر ما نشرته «عكاظ» في تاريخ 23/7/1431ه على لسان محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبد الله بن محمد الشهري الذي قال: لا نستغرب وجود انقطاعات، إلا أننا نسعى للتقليل من هذه الانقطاعات وتأثيرها، ولذلك نسعى لإيجاد احتياط كاف، وهذا ما نقوم به الآن. ودعا المشتركين إلى التخلي عن غسيل وكي الملابس في المنزل، والاكتفاء بمكيف واحد فقط، وإطفاء التلفاز وقت الظهر لتوفير الطاقة وقت الذروة والتقليل من حدوث انقطاعات الكهرباء نهارا، مشيرا إلى أن وقت الذروة في المملكة يمتد من الساعة 12 ظهرا إلى الساعة السادسة مساء. وأضاف الشهري: ليستهلك المواطن ما شاء من الكهرباء في الليل. وهكذا.. فوضع الكهرباء في المملكة رغم ما صرف لها وعليها، لا يختلف عن وضع الكهرباء في مصر، فأي نفع من ربط الكهرباء معها يا ترى ؟!. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة