تتفشى في الأوساط الوظيفية والاجتماعية المكائد أو ما تسمى بصناعة المآزق بين الجنسين، في سبيل تحقيق الأهداف الشخصية والزحف نحو التميز بطرقٍ غير مشروعة، أو محاولات للتفرقة بين الأصدقاء. ويرى البعض أن السعي خلف صناعة المآزق وتدبير المكائد مرض نفسي، لكن أساليبة تختلف؛ فالمرأة لها طريقتها والرجل له أسلوبه في ذلك. وتؤكد المعلمة نادية محمد أن تدبير المكائد يعود لبيئة العمل متى ما كانت أرضها خصبة لممارسة هذا السلوك، وانتشاره بين زملاء المهنة الواحدة. وتضيف «للأسف البعض يرى أن هذه الظاهرة فن يتباهى بها الزملاء فيما بينهم، دون الالتفات لمبدأ المنافسة الشريفة، ما يؤدي لإيذاء مشاعر الآخرين ومعاداة الناجحين منهم». وتروي إيمان حسن قصتها مع زميلة لها في العمل دبرت ضدها المكائد حتى تم الاستغناء عنها. تقول إيمان «كانت زميلتي في العمل تعمل وفق نظام الساعات، وبعد خدمة ثماني سنوات بدأت بعض الزميلات في حياكة المؤامرات حتى تم الاستغناء عنها والهدف إحضار صديقة مقربة منهن لتحل مكانها». وتؤكد دينا محمد أن المرأة أكثر إتقانا من الرجل في صناعة المكائد، فقد أورد القرآن شدة كيد المرأة، فالمرأة تتفنن في إتقان الأساليب البوليسية خصوصا في مجال العمل الوظيفي. وترجع دينا أسباب اللجوء لمثل هذه الممارسات لبعض المشكلات الاجتماعية التي يواجهها الفرد ومحاولة تعويض النقص الذي يعاني منه. من جهته، أوضح الاستشاري النفسي والأسري الدكتور خالد باحاذق أن من يستخدمون الأساليب الملتوية ويصنعون المكائد بهدف بث سلوك معين بين الأشخاص، يصنفون ضمن المرضى النفسيين، وهم في حقيقة الأمر أعداء للنجاح وكارهون للخير. ويضيف الدكتور باحاذق «مما لا شك فيه أن الواقع الذي يعيشه الفرد يؤثر بشكل فاعل في اتباعه للسلوكيات الخاطئة، فعدم القدرة على مواجهة الأمور، ومحاولة الوصول لما يريد المرء بشكل سليم يتبع مباشرة إلى الطرق غير الشرعية للوصول إلى ما يريد». ويضيف باحاذق: إن الإسلام عظم شأن المرأة فقد وهبها الله هرمون «استوجين» الخاص بها والذي يعزز لديها حسن الخلق والرعاية الإنسانية، واتباعها لبعض الأساليب في بعض الأحيان ردة فعل طبيعية للحفاظ على استقرارها النفسي والأسري. وأكد باحاذق أن الرجل يجيد صناعة المأزق لأن هذه الصفة ذكورية صرفة، لذا يكثر صناع المآزق في النواحي الوظيفية والاجتماعية، فالأنا عند الرجل تطغى على معظم سلوكياته؛ ما يؤدي لصناعة شخصية تهوى إسقاط الآخرين.