• رغم دخول الدوري السعودي قائمة الدوريات المحترفة في القارة الصفراء، وتصدره أفضل المسابقات الخليجية والعربية طيلة السنوات الماضية، وتشكيل هيئة مستقلة لتنظيم والإشراف على الدوري، وبرعاية مالية بأرقام تسرع من وتيرة العمل.. إلا أن ثلثي الأندية المشاركة في الدوري لا تمتلك عقود رعاية، مما أوجد فوارق فنية ومالية بين الفرق المشاركة، واختصار المنافسة على الفرق التي تملك الرعاية كحال الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي.. وهذه الفرق الأربعة جلبت رعايتها المالية قبل تأسيس الهيئة، بناء على معايير فنية حددتها الشركات الراعية لهذه الفرق، مثل تسويق منتجاتها بشكل يضمن تواجدها في السوق المحلية المرتبطة بفئة الشباب الذين يشكلون حاليا النسبة الأكبر، أو الشريحة الأكثر تفاعلا مع الخدمات أو المنتجات المقدمة من الشركات الراعية. • أما بقية الأندية، فما زالت تعاني من أزمة مالية خانقة لأسباب متعددة، منها الضعف التسويقي للحصول على عقود الرعاية، وعدم امتلاك هذه الأندية ضمانات تقدمها للراعي الذي ترغب فيه، في ظل هشاشة نظام عقود الرعاية أو الاستثمار في المجال الرياضي. • ربما لم تستوعب هذه الأندية مفاهيم الرعاية وطرق الاستثمار وفنون التسويق بالشكل الذي يضمن حصولها على عقود مجزية، بل لم تتطلع أو تدرس حال وأحوال الشركات والمؤسسات الكبيرة، من حيث حزم منتجاتها وكيفية تسويقها عن طريق النادي بالصورة التي تضمن وصول الشركة للهدف المحدد. • وحتى لا أضع كل هذه الأندية في قفص الاتهام وحدها، فهناك هيئة دوري المحترفين التي ما زالت صامتة وراء غياب الرعاية لهذه الأندية التي أجبرت على دخول دوري المحترفين بهوية العوز والفقر المسيطر عليها. • الهيئة بررت ذلك برفض الأندية لعقود رعاية جلبتها، وهي عقود لا يتجاوز أكثرها (مليوني ريال)، ولا تغطي مقدم عقد لأحد نجومها البارزين! • فلو استعرضت الهيئة أسماء الشركات العملاقة المتواجدة في المناطق التي يمثلها فرق في دوري المحترفين، وعقدت سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، وبرعاية الغرف التجارية في كل منطقة، وقدمت الضمانات التي لا تملكها الأندية لهذه الشركات لحققت الهيئة حراكا متقدما لمساعدة الأندية، بل ربما حصلت على الرعاية وبمبالغ مجزية وبعقود متوسطة الزمن لا تتجاوز ثلاث سنوات. • المشكلة الرئيسة التي واجهت هذه الأندية أنها فجأة وبدون مقدمات وجدت نفسها من الفرق المحترفة. • هناك شركات عملاقة في كل منطقة يتواجد فيها أحد فرق الدوري، بداية من المنطقة الشرقية التي تضم شركات قيادية في السوق السعودي وتلعب دورا كبيرا في تنمية الاقتصاد الوطني غابت عن أندية الاتفاق والقادسية والفتح، وينطبق ذلك بدرجة أقل على الكثير من المناطق. • الهيئة، وخلال الفترة القادمة، مطالبة بتبني الأندية الغائبة عن الرعاية، حتى لو استقطعت نصف مبلغ رعايتها لهذه الفرق بعقود متوازنة؛ لنضمن دوريا محترفا بمسماه الحقيقي.