لا اعتقد ان الاندية السعودية راضية عن العمل الذي تقوم به هيئة دوري المحترفين طوال الفترات الماضية، ولا اظن ايضا ان القائمين على الهيئة انفسهم راضون عن اداء جهازهم المهم على مدى سنوات قليلة مضت، ولا اتوقع ان الاعلام الرياضي هو الاخر مقتنع بالخطوات البطيئة التي تخطيها الهيئة منذ ان أمر الفيفا بتأسيسها وتدشين اعمالها رسميا وذلك لعدة اعتبارات مهمة ساهمت وبشكل مباشر في تعطيل الكثير من الملفات الحساسة والتي تسببت في احداث خسائر مالية كبيرة للاندية تخص عقود الرعاية وحقوق النقل التلفزيوني وتسويق المنتجات وغيرها من النشاطات التجارية الاخرى. اول الاخطاء التي وقعت بها الهيئة قيامها بتوقيع عقد رعاية مع شركة اتصالات متخصصة وربط اسم الدوري بهذه الشركة والتي تعتبر في المجال التجاري احد اهم المنافسين للشركات الراعية للاندية اي ان شركة زين الراعية للدوري عكرّت العلاقة بين اندية الهلال والنصر والاتحاد والاهلي والشباب وشركائهم الاستراتيجيين (موبايلي والاتصالات) من دون سابق انذار، لتتبعها هيئة الدوري باخطاء متتالية تمثلت في عدم توفير راع مناسب (عليه القيمة) للاندية التي لا تمتلك رعاة فمن واجب هذه الهيئة رعاية الاندية ذات الدخل المحدود من خلال توفير شركات تجارية عملاقة مثل (بزنس كارد) و(طيران الامارات) و(تويوتا) التي ترتبط هي الاخرى بعقود ضخمة مع الهيئة. «لم نعد نعلم إن كانت الهيئة ملتزمة في سداد حقوق الأندية من النقل التلفزيوني في المواسم الماضية ام لا، فالاندية تشتكي من تأخر مستحقاتها وبالمقابل الهيئة تواصل إبرام العقود مع الشركات العملاقة»للاسف لم نعد نعلم حتى الان ما هو النشاط الفعلي الذي تقوم به هيئة دوري المحترفين على ارض الواقع؟، ولم نعرف ما هي القوائم المالية الخاصة بالهيئة وتفاصيل الايرادات والمصروفات؟ كما لم نعد نعلم ان كانت الهيئة ملتزمة في سداد حقوق الاندية من النقل التلفزيوني في المواسم الماضية ام لا، فالاندية تشتكي من تأخر مستحقاتها وبالمقابل الهيئة تواصل ابرام العقود مع الشركات العملاقة والتي (اي الشركات) تضخ ملايين الاموال في هذه العقود وباليورو كذلك وليس بالدولار. استغرب كثيرا عندما اشاهد اندية مميزة مثل الاتفاق والفيصلي تخوض موسمها الثالث او الرابع بدون راع ومع ذلك تقدم كرة قدم راقية، واستغرب اكثر ان اشاهد هيئة دوري المحترفين تتفرج على هذه المنظر دون ان تتحرك في ايجاد راع لمثل هذه الاندية ولو من باب (الميانة) على الشركاء الاستراتيجيين، فكرة القدم اليوم اصبحت تجارة وصناعة، اي ان العلاقة بين الاندية والهيئة لا تختلف ابدا عن العلاقة بين الشركات والغرف التجارية ولذلك فمن الاولى ان تساهم الهيئة الموقرة في ايجاد الحلول العاجلة لهذه الاندية ما دام انها لا تستطيع تقديم ملف متكامل لخصخصة الاندية والرفع به للجهات المعنية. اقدر الاخ العزيز الاستاذ محمد النويصر الرئيس التنفيذي للهيئة كما اجل واحترم رفيق دربه الاخ الدكتور حافظ المدلج، واُجّل العمل الكبير الذي يقدمانه في عملهما ولكن ما يحصل في عمل الهيئة يدعو للحيرة، فليس من المعقول ان تطلب الهيئة من الاندية كشف حساباتها السنوية وتقديم القوائم المالية وحساب الايرادات والمصروفات بينما لم تطبق الهيئة هذا النظام على نفسها، وليس من المعقول ايضا ان يتم الزام الاندية بتعيين مدير اعلامي والهيئة حتى الان لم تعين مديرا للاعلام ومكتفية بجهود الزميل احمد صادق دياب في اتحاد الكرة، وليس من المقبول الا يكون لهيئة دوري المحترفين مقر رئيسي لها في الرياض وفروع في كل مناطق المملكة، كما ليس من المعقول ان تطلب الهيئة من الاندية الاهتمام بمنتجاتها الخاصة وتسويقها بطريقة احترافية بينما هي لم تفكر حتى الان في التسويق لنفسها ومنتجاتها من خلال اطلاق سيارات التسويق المتنقلة في الشوارع والطرق الرئيسية حتى ولو استأجروا (جموس) من الحراج..!!. وعلى المحبة نلتقي. [email protected]