مددت السلطات المصرية سجن مواطن ثلاثيني (ح. ع) على ذمة التحقيق في قضية الزواج العرفي من قاصر 15 يوما، إضافة إلى سجن والد العروس، والوسيط، فيما لا يزال المحامي الذي أبرم عقد الزواج هاربا حتى الآن. بينما أفرجت الشرطة المصرية عن والدة العريس بكفالة بعد تدخل محامي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة، بلغت خمسة آلاف جنيه مصري، وأسكنت في فندق برفقة أبنائها الصغار على حساب السفارة. وبدأت تفاصيل القضية حين ذهب شاب ثلاثيني برفقة والدته وأشقائه الصغار إلى مصر لحضور زواجه العرفي مبدئيا، إذ كانت الأسرة تخطط إقامة زواج رسمي بعد الحصول على موافقة الجهات الرسمية في المملكة. ودفعت والدة الشاب مبلغ 20 ألف جنيه لأسرة العروس، وفوجئت برفض والد العروس إحضار ابنته بعد تسلمه المال، وإثر ذلك قدمت شكوى للجهات الأمنية المصرية تتهم أسرة العروس بالنصب والاحتيال. وأوضح ل «عكاظ» رئيس القسم القنصلي لشؤون السعوديين في سفارة الرياض في القاهرة إبراهيم الحميد أن السفارة أبلغت من الجهات الأمنية المصرية بواقعة زواج لسعودي من قاصر مصرية، وإثر البلاغ تم توجيه اثنين من محامي السفارة إلى النيابة المصرية للاطلاع على مجريات القضية. وأضاف «تم التوصل إلى دفع مبلغ كفالة لوالدة العريس وأبنائها الصغار بمبلغ خمسة آلاف جنيه، وإخراجها من التوقيف وإسكانها بأحد الفنادق حتى يتم إنهاء وضعها ووضع ابنها». وقال الحميد إن السفارة سبق وحذرت من عواقب الزواج العرفي من قاصرات والجزاءات المترتبة على مثل هذه الزيجات، مؤكدا تحذير السفارة من الزواج العرفي، «وأن الموضوع يحظى بحساسية بالغة من السلطات المصرية، حيث يعتبره القانون جريمة من جرائم الاتجار بالبشر، ويعاقب مرتكبها والشركاء بالسجن لمدة تزيد عن خمس سنوات، وغرامة 50 ألف جنيه». وحذر الحميد من الزواج العرفي، السياحي، المسفار، الذي يقع فيه السعوديون من سماسرة هذا الزواج، مضيفا «يصدر القانون المصري أحكاما بالسجن تتجاوز الخمس سنوات على من يتزوج من قاصر (أقل من 18 سنة)، حتى ولو تم ذلك بموافقة أهل القاصر على هذا الزواج». وأفاد رئيس القسم القنصلي بأن بعض سماسرة الزواج وأهالي القاصرات يلجأون إلى تزوير أعمار الفتيات بالزيادة لكي يقنعوا السائح بالزواج، وهذا مخالف للقانون ولا يعتد به عند إصدار الأحكام. وأبان أن هناك أكثر من 30 موظفا على مدار الساعة في قسم شؤون السعوديين في السفارة يخدمون المواطنين السعوديين ويستقبلون شكاواهم في أي وقت، موضحا أن أرقام هواتف السفارة موجودة في كل مكان، وأن تلك الأرقام تصل للمواطنين السعوديين القادمين إلى مصر عبر رسائل الهاتف المحمول، وتدعوهم لزيارة قسم شؤون السعوديين في السفارة لتسجيل جوازاتهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم، كي يتمكنوا من الاتصال بهم عند حدوث أي طارئ.